#تقرير_خاص : زيارة "ابن سلمان" كانت محل تنديد اللاجئين اليمنيين.. علاقة السعودية وكوريا الجنوبية تضع عدة إشارات استفهام حولها
رائد الماجد...
سلطت وسائل الإعلام الضوء على ما وصفه بـ "التعميق الجذري" للعلاقات بين السعودية وكوريا الجنوبية بعد زيارة ولي عهد المملكة إلى سيؤول، الأسبوع الماضي، مشيرا إلى ارتباط ذلك بالموقف الغربي، والأمريكي تحديدا، من الرياض.
وذكر الموقع البريطاني "موقع "ميدل إيست آي"، في تقرير له، أن المملكة وقعت صفقات جديدة بنحو 75 مليار دولار مع كوريا الجنوبية، خلال زيارة "ابن سلمان"، في أحدث محاولة سعودية لتعزيز العلاقات مع أحد مستهلكي النفط الرئيسيين ورابع أكبر اقتصاد في آسيا.
وأبرزت عناوين وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية حجم الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، خلال زيارة "بن سلمان" التي استغرقت أقل من 24 ساعة، ووصفها بعضها بأنها "يمكن أن تقود كوريا الجنوبية إلى طفرة اقتصادية" عبر عقود المشاريع العملاقة، مثل مشروع مدينة نيوم، الذي تبلغ قيمته نحو 500 مليار دولار.
فيما أشار الموقع البريطاني إلى أن الزيارة كانت محل تنديد من اللاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية، الذين اعتبروها مؤشرًا على ازدواجية المعايير، في ظل معاناة بلادهم من صراع عسكري طويل الأمد تقوده السعودية.
فالضربات الجوية، التي تقودها السعودية في اليمن، تسببت في "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، بحسب توصيف برنامج الغذاء العالمي، التابع للأمم المتحدة، والسنوات السبع الأخيرة من الحرب شهدت مقتل أكثر من 370 ألف شخص، ما يثير تساؤلات جدية حول مبيعات الأسلحة الكورية الجنوبية إلى السعودية، وشراكة سيؤول الموسعة مع الرياض.
ومع ذلك، لم تكن الصفقات الاستثمارية الضخمة بين السعودية وكوريا الجنوبية مفاجأة، بحسب الموقع البريطاني، إذ شهدت العلاقات الثنائية تطورا ملحوظا منذ صعود "بن سلمان" إلى السلطة في عام 2015، حيث توسعت الشراكات في القطاعات التقليدية لتجارة النفط والبناء، إضافة إلى مشروعات تطوير الطاقة البديلة والترفيه وصناعة الأسلحة.
وسعت كوريا الجنوبية بشغف للمشاركة في بناء أول محطة للطاقة النووية في السعودية، وكانت من بين 4 دول، قدمت عطاء للمشروع بقيمة 10 مليارات دولار، لتنافس بذلك فرنسا والصين وروسيا.
وجاء تعزيز الشراكة بمجال الصناعة الدفاعية بمثابة بمثابة تتويج لتطور العلاقات السعودية الكورية، وهو ما عبر عنه وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل الكوري الجنوبي "وون هي-ريونغ"، الأسبوع الماضي، بقوله إن ولي العهد السعودي أظهر "إرادة قوية في التعاون في صناعة الأسلحة مع كوريا الجنوبية خلال القمة مع الرئيس يون سوك يول"، حسبما أوردت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.
وهنا يتبين أن مبيعات الأسلحة كورية الصنع للسعودية ليست أمرا جديدا، إذ وقعت المملكة عقودًا لاستيراد الأسلحة مع شركات دفاع كورية في مارس/آذار الماضي بقيمة 989 مليون دولار، وفقًا لما ذكرته صحيفة "كوريا جونج أنج" اليومية.
وأصبحت كوريا بائعا أكثر جاذبية لمنظومة الدفاع السعودية بعد الحظر المؤقت لتصدير الأسلحة الأمريكية، في وقت سابق من العام الجاري، وفرض عقوبات على استيراد الأسلحة الروسية بعد الحرب مع أوكرانيا، وهو ما ترجمته السياسة على الأرض بنشر السعودية صواريخ كورية مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي في حرب اليمن.
سلوك كوريا الجنوبية إزاء السعودية "يعكس سلوك حلفائها الغربيين"، فالرئيس الأمريكي "جو بايدن"، الذي وجه انتقاداته القاسية إلى حالة حقوق الإنسان في المملكة خلال حملته الانتخابية، سافر إلى جدة مع ارتفاع أسعار النفط للقاء "ابن سلمان"، وإذا كان ينظر لموقف بايدن باعتباره خطوة لاستقطاب التعاون من السعوديين لتحقيق الاستقرار في أسعار الطاقة، فإن موقف كوريا الجنوبية لا يختلف عن ذلك.
أضيف بتاريخ :2022/11/30