التقارير

#تقرير_خاص : ابن سلمان المتعطش للدماء في مملكة قطع الرؤوس

فاطمة مويس

نفذت سلطات آل سعود مؤخراً حكم الإعدام بحق معتقل الرأي محمد العبد الجبار في العاشر من محرم، وهو ابن مدينة سيهات في القطيف دون توضيح قضيته المتهم بها، لتضاف هذه الجريمة للنظام السعودي لسلسلة جرائمها حيث تعد جريمة الإعدام التاسعة بحق أبناء القطيف لهذا العام.

الدماء بالنسبة إلى محمد بن سلمان، كماء البحر بالنسبة أسماك القرش المتوحشة، الخروج منها يعني حتماً انتهاء دورة العنف الغريزية التي تتحكم بمسارها ومصيرها، لذا لا يمكن الرهان على تغيير ما في سياسة ابن سلمان، مهما استخدم من مساحيق تجميل على شاكلة برامج ترفيه ومسرحيات.

دماء شباب القطيف والعوامية، دليل ساطع على أن الطبع السعودي الوهابي يغلب التطبع وملهاة الانفتاح، فالحاجة إلى سفك المزيد من دماء أبناء الجزيرة العربية، تتضاعف كلما سار النظام السعودي خطوة نحو التطبيع مع "إسرائيل" وتحسين العلاقات مع أمريكا.

أظهرت جرائم الإعدام المتتالية في الأيام الأخيرة، أن نظام آل سعود يطبق صيغة خاصة تنفيذ حكم الإعدام بالمسلمين من أبناء الجزيرة العربية، بعد اطمئنانه بأن علاقته مع أمريكا وترامب الذي ينتظره ابن سلمان بفارغ الصبر، تسير في الاتجاه المرجو.

وعليه، تعتمد هذه الصيغة على الحد بشدة من حقوق المعتقلين، بما يوصل رقابهم إلى حد السيف، كحكم مروع على أشخاص كل جريمتهم أنهم اتهموا بالمشاركة في المظاهرات وبترديد شعارات ونشر آرائهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

يبدو أن ولي العهد يتعاطى بوحشية مع الانتقادات في الداخل، لكنه يتعين عليه عاجلاً وليس آجلاً أن يعرف أنه لا يستطيع أن ينثر الجدران في الهواء أو يستخدم قوانين الأمن الوطني ضد ناشطي حقوق الإنسان. 

فتنفيذ أحكام الإعدام، باستغلال الصمت الغربي والعربي وغيرهما، الموجّه في أغلبه إلى الأقليات الطائفية المعارضين، لن يمنح السيّاف ميزة بث الخوف في قلوب مُعارِضين محتَملين/ والنفاق الغربي اليوم معروفة أسبابه، وهي أن النظام السعودي الغني حليف للغرب الذي لا يقدر على أن يقاوم جاذبية مليارات البترو دولار، ووعود الصفقات المُدرّة والاستثمارات الطائلة، لكنها ميزة سعودية زائلة مهما طال أمدها.

لقد خيّب ابن سلمان توقّعات شركات العلاقات العامة الأجنبية، الأميركية والأوروبية، والتي أغرقها بملايين الدولارات من المال العام لترميم صورته المهشّمة منذ اغتيال خاشقجي وتقطيع أوصاله في القنصلية السعودية في إسطنبول في نوفمبر 2018،

في النتائج، فإن المجازر المتكررة، تعيد ابن سلمان إلى مربعه الذي وضع نفسه فيه، بفعل حماقاته، فيما “تثبيت” صورته قاتلاً مهووساً، ويُلحق ضرراً معنوياً وأخلاقياً بالمراهنين عليه، وقد كشفت الإعدامات الأخيرة عن عجز النظام السعودي عن ابتكار سياسات ملائمة من شأنها لم الشمل داخلياً ليكون متوازياً مع تصفير المشاكل خارجياً.

أضيف بتاريخ :2024/07/24

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد