التقارير

#تقرير_خاص : اغتيال هنية في طهران: سيناريوهات رد إيران وحلفائها على "إسرائيل"

رضوى العلوي

أدى اغتيال إسماعيل هنية في طهران إلى تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، مما يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات للرد من قبل إيران وحلفائها في المنطقة، تعتبر هذه السيناريوهات جزءاً من الاستراتيجية العسكرية والسياسية لمحور المقاومة، الذي يهدف إلى مواجهة النفوذ الإسرائيلي وردع أي اعتداءات مستقبلية.

حيث تستعد "إسرائيل" لضربة متوقعة من إيران وحزب الله، ردا على اغتيال كل من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية، وهناك 3 سيناريوهات محتملة للرد المتوقع.

السيناريو الأول: رد إيراني منفرد
تلتزم إيران بسياستها المتمثلة في عدم الرد الفوري، بل الانتظار بصبر للانتقام في زمان ومكان وهدف يتم اختياره بعناية ويتناسب مع الضرر الرمزي والحقيقي الذي أحدثه الاغتيال الإسرائيلي
من خلال جملة التصريحات الأخيرة حول الرد وخاصة التركيز على عبارة "تجاوز الخطوط الحمراء" في خطاب أمين عام حزب الله، والتصريح الذي نقلته "الميادين" عن مصدر إيراني، بأن إيران سترد بطريقة تتجاوز الخطوط الحمر لدى الاحتلال، وبعدما أعلنت التعبئة القصوى، كما يرجح استهداف "قنصلية إسرائيلية قد تكون في كردستان وهي على مرمى النيران والصواريخ الإيرانية مباشرة، أو قد يكون الرد بحراً باستهداف سفينة إسرائيلية، أو قواعد إسرائيلية في المنطقة، يعقب ذلك ردود منفردة من حلفاء إيران في المحور، كل في وقته المناسب وبالطريقة التي يراها مناسبة:
- رد حزب الله: ينفذ حزب الله في جنوب لبنان ضربات صاروخية متزامنة أو لاحقة تستهدف مواقع محددة في العمق الإسرائيلي، مع مراعاة الظروف المعقدة على جبهته.
- رد أنصار الله: تقوم القوات الحوثية في اليمن بإطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، مما يفتح جبهة جديدة ويزيد الضغط على إسرائيل.
- رد الفصائل العراقية: تنفذ الفصائل العراقية ضربات صاروخية أو عمليات نوعية تستهدف مصالح إسرائيلية في المنطقة.
يتيح هذا السيناريو لكل جهة في المحور استغلال نقاط قوتها وتحقيق رد متنوع ومتعدد الأوجه، لكن قد يؤدي تنوع الردود إلى تشتت الجهود وعدم تحقيق تأثير كبير إذا لم تكن الضربات متزامنة أو متكاملة.

السيناريو الثاني: الضربة الموحدة الشاملة
مصادر إعلامية إسرائيلية تؤكد أن الجيش الإسرائيلي يستعد لـ "أسوأ الاحتمالات"، مع افتراض تعرض "إسرائيل" إلى هجمات متزامنة، من جانب إيران، وحزب الله في لبنان، وجماعة أنصار الله في اليمن.
ففي هذا السيناريو، تقوم جميع الجهات في محور المقاومة بتنفيذ ضربة موحدة ومتزامنة تستهدف مواقع حساسة في إسرائيل. تشمل الأهداف قواعد عسكرية، مراكز قيادة، بنية تحتية مثل خطوط الكهرباء والاتصالات، ومباني ذات رمزية عالية مثل وزارة الدفاع، يتم استخدام صواريخ باليستية، طائرات مسيرة، وعمليات نوعية على الأرض لتحقيق التأثير المطلوب.
عملياً إيران مسلحة بأكبر عدد من "الصواريخ الباليستية" في المنطقة، لذلك ستواجه "إسرائيل" ومن يدعمها صعوبات في التصدي لتلك الصواريخ وسوف تجتاز المنظومات الدفاعية الإسرائيلية وتصل إلى "أهداف حساسة وبنى تحتية داخل الأراضي الإسرائيلية".
كما يمكن أن تستخدم إيران صواريخها الباليستية فرط الصوتية، والتي يمكنها الوصول إلى كافة المدن الإسرائيلية خلال 400 ثانية، ولدى الجيش الإيراني نموذجين تم الكشف عنهما وهما "فتاح 1 و2".
يحقق هذا السيناريو تأثيراً كبيراً ومفاجئاً على إسرائيل، ويعيد توازن الردع لصالح محور المقاومة، لكن قد يؤدي هذا السيناريو إلى تصعيد كبير ومباشر، مما يفتح الباب أمام حرب شاملة في المنطقة.

السيناريو الثالث: الضربة بالنقاط وفتح جبهة برية
في هذا السيناريو، يوجه محور المقاومة ضربات موحدة ولكنها مجزئة على عدة مراحل ودفعات على مدار أيام متعددة، بعد تحقيق التأثير المطلوب من الضربات، يتم فتح جبهات برية للتقدم نحو الأراضي المحتلة مثل مزارع شبعا اللبنانية والقرى السبع اللبنانية وهضبة الجولان، الهدف هو تحرير بعض الأراضي العربية المحتلة وتحقيق إنجاز نوعي وتاريخي يتجاوز الرد بالمثل.
يتيح هذا السيناريو تحقيق تأثير طويل الأمد وإحراز تقدم ميداني ملموس يعزز من موقف محور المقاومة، لكن فتح جبهات برية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة وقد يتطلب تضحيات بشرية ومادية ضخمة، بالإضافة إلى المخاطر الجيوسياسية.

كل سيناريو من السيناريوهات الثلاثة يحمل في طياته مزايا ومخاطر تتطلب دراسة دقيقة وتخطيط محكم، تبقى الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط معقدة ومتشابكة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بردود الفعل بدقة، ويبقى الهدف الأسمى لمحور المقاومة هو ردع العدوان الإسرائيلي وتحقيق توازن الردع، ولكن كيفية تحقيق هذا الهدف تعتمد على تفاعل العديد من العوامل الإقليمية والدولية.

أضيف بتاريخ :2024/08/05

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد