التقارير

#تقرير_خاص: "المرأة الفلسطينية في غزة: صمودٌ أمام الحرب وخذلانٌ من العرب"

فاطمة مويس

تعرضت المرأة الفلسطينية خلال حرب غزة لظروف قاسية جداً خسرت فيها عائلتها ومسكنها لكن لم تتوان عن مقاومة سياسة الاحتلال بالاعتكاف في المسجد الأقصى، والوقوف في مقدمة الصفوف التي تواجه مخططات التهويد.

كما لا ننسى المرأة الأسيرة التي شاركت في أعمال مقاومة، وأيضا هناك المرأة التي رفضت التخابر مع المحتل مقابل سفر للعلاج هي في أمسّ الحاجة إليه.

تبعات الحرب غيّرت واقع الحياة لدى المرأة، فمثلا تحولت مهمة الطهي إلى طهي على الحطب، في ظل عدم توفر المواد الغذائية ومكونات ومقومات الطبخات المعتادة، مما يضطرها لاختراع أكلات غير مألوفة، كما أن "الجلي" والتنظيف يحتاجان إلى نقل كميات كبيرة من المياه يومياً باستخدام "غالونات" يتم حملها بشكل يدوي، والغسيل تحوّل من غسالة أوتوماتيكية إلى غسيل يدوي.

في ظل الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة ونفاد الموجود في القطاع من الكثير من أساسيات الحياة، تعاني المرأة أيضا مشاكل في تدبير أمور الحياة لعدم توفر أدوات المطبخ مثلا التي تفقدها مع كل ترحال من مكان لآخر.

وفي ظل عدم توفر الفواكه والخضار والحلويات واللحوم والبيض والطحين، تقف المرأة عاجزة أمام سد جوع أطفالها، فقد أضحت أكثر الكلمات التي ينطقها الطفل في اليوم "جعان يا ماما كثير".

الازدحام الشديد والحياة في الخيم وقلة الخدمات الصحية وعدم توفر الأدوية وتلوث المياه وسوء التغذية، كلها أمور أسهمت في انتشار الأوبئة والأمراض الموسمية والجلدية والمناعية وحشرات الرأس لدى الأطفال، مما شكّل ضغطا كبيرا على المرأة لملازمة أطفالها ومتابعة علاجهم.

تروي سيدة فلسطينية في غزة تجربتها لوسائل الإعلام فتقول: "بكل أسف، عدم دخول الأدوية لقطاع غزة تسبب في عدم شفاء عديد من الأمراض، فعلى صعيدي الشخصي، أصيبت ابنتي التي لم تتجاوز 3 سنوات من العمر، بمرض أميبيا متحوصلة، ولعدم توفر العلاج فهي تعاني إسهالاً شديداً وألما منذ 4 أشهر، مما أدى إلى ظهور مشاكل أخرى لديها، مثل تساقط الشعر وغيره".

تجربة أخرى ترويها لموقع "الأناضول" المسنة الفلسطينية نعمة داود (83 عاما) وهي على كرسي غسيل الكلى، وتظهر علامات الإرهاق بوضوح على وجهها، فتقول: "منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة قبل أكثر من نصف عام، تقيّد إسرائيل إدخال المساعدات إلى القطاع ما أدى إلى شح في إمدادات الغذاء والدواء والوقود في ظل حصار مستمر منذ 17 عاماً".

باتت المسنة تُجري جلسات غسيل الكلى مرتين في الأسبوع بدل ثلاث، مع تقليص مدة كل جلسة إلى ساعتين عوضا عن أربع، ما أسهم في تفاقم وضعها الصحي المزمن، كما تواجه المسنة الفلسطينية صعوبة في الوصول إلى المستشفى بسبب عدم توفر وسائل نقل تناسب حالتها، حيث تضطر إلى استخدام عربة يجرها حمار للذهاب إلى جلسات غسيل الكلى، نظراً لعدم قدرتها على المشي.

عدم الاستقرار وحياة التنقل التي يفرضها الاحتلال بطلبه من سكان قطاع غزة إخلاء منطقة ما والانتقال لمنطقة أخرى، ومن ثم يطلب إخلاء المنطقة التالية وهكذا، هذا الواقع الجديد فرض على المرأة ضرورة التأقلم السريع مع كل منطقة ترحل إليها، ولعل ذلك ركز لديها مشاعر الفوضى وعدم الاستقرار والخوف وعدم الأمان.

الموقف العربي من حرب غزة:
اتّسم الموقف العربي من الحرب على غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي قبل 10 أشهر، بتباين حادّ بين موقف الأنظمة العربية بسبب تفاعل تحالفات إقليمية ودولية أَخَلَّت بفاعلية المنظومة العربية في مجابهة الأزمات والتحديات.

يمكن القول ابتداء وبكثير من الأسف، إن الموقف الرسمي العربي – والإسلامي كذلك – في عمومه، شكل حافزاً مباشراً أو غير مباشر لاستمرار العدوان على غزة، واللافت للانتباه كان الموف السعودي تجاه ما يجري في غزة، أو الغياب السعودي الغامض في مشهد الحرب بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية، فبعد ساعات فقط من عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول، أصدرت وزارة الخارجية السعودية دعوة إلى "وقف فوري للتصعيد بين الجانبين".

إضافة إلى ذلك، التقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، نجم كرة القدم كريستيانو رونالدو، في 23 أكتوبر/تشرين الأول، وهو نفس الوقت الذي علم فيه العالم أن الحكومتين القطرية والمصرية نجحتا في إطلاق سراح امرأتين إسرائيليتين كانتا محتجزتين لدى حركة حماس.

السعوديون في مأزق فهم ما زالوا يعتمدون في تحقيق الأمن على الولايات المتحدة، وهي نفس الدولة التي تساعد في تسهيل العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة، وعموماً يبدو أن نجاح رؤية محمد بن سلمان 2030، تعتمد جزئياً على الاستقرار والتكامل الأكبر مع الاقتصادات الكبرى في المنطقة، بما في ذلك "إسرائيل".

أضيف بتاريخ :2024/08/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد