#تقرير_خاص : الشرق الأوسط على صفيح ساخن: العالم يترقب الرد الإيراني على اغتيال هنية
عبدالله القصاب
مرّ أكثر من أسبوعين منذ اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران على يد الكيان الإسرائيلي، وما زالت المنطقة تعيش حالة من الترقب والقلق إزاء رد فعل إيران المتوقع.
هذا الانتظار المحموم يعكس مدى توتر الأوضاع في الشرق الأوسط، ويكشف عن خطورة التصعيد المحتمل إذا ما قررت طهران الرد.
رغم مرور هذه الفترة الزمنية، يبدو أن إيران لم تتعجل في اتخاذ قرارها بشأن الرد، ما يشير إلى أن طهران تدرك تماماً حجم التبعات المحتملة لأي خطوة عسكرية، ومع ذلك، فإن الصمت الإيراني لا يعني بالضرورة أن الرد لن يأتي؛ بل قد يكون مؤشراً على أن طهران تدرس خياراتها بعناية لتجنب الانجرار إلى حرب شاملة قد تشعل المنطقة برمتها.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن مرور أسبوعين على اغتيال هنية من دون رد إيراني، أبقى المنطقة في حالة من التوتر الشديد، وذكرت الصحيفة أن إيران تمتلك خيارات متعددة لضرب "إسرائيل"، من بينها إطلاق الصواريخ أو استخدام الطائرات بدون طيار، وهو ما قد يجعل من الصعب على "إسرائيل" التصدي لها بكفاءة، وقد يعكس هذا التحليل قدرة إيران على الرد بطرق غير تقليدية، تجعل من الصعب على "إسرائيل" وحلفائها توقع توقيت أو طبيعة الضربة المقبلة.
من جهته، لم يتوانَ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن التأكيد على استعداد "إسرائيل" للدفاع عن نفسها، بل وللهجوم أيضاً، إلا أن المحللين العسكريين يرون أن دفاعات "إسرائيل" قد تكون غير كافية أمام هجوم إيراني متزامن بالصواريخ والطائرات المسيرة، ما يضع الكيان في موقف دفاعي صعب.
في المقابل، يبدو أن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون لاحتواء الموقف قبل أن ينفجر، فقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله "إن التقييم الإسرائيلي الحالي يشير إلى أن إيران تخطط لهجوم آخر مباشر، قد يحدث في أي لحظة"، فهذه التوقعات تزيد من حدة التوتر، في حين يبقى الشرق الأوسط في حالة من الترقب، وكأن المنطقة بأسرها تحبس أنفاسها في انتظار ما سيحدث.
أما صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فقد قدمت صورة أشمل للمشهد الراهن، مشيرة إلى عسكرة غير مسبوقة في شرق المتوسط، ما يعزز احتمال نشوب مواجهة كبيرة جداً إذا لم يتمكن الغرب بقيادة الولايات المتحدة من لجم "إسرائيل"، وفي الوقت الذي ينشط فيه الأمريكيون لمحاولة تحقيق اختراق دبلوماسي، يبدو أن هناك ماكينات إعلامية متأهبة لتحريف الحقائق، سواء باتهام إيران بتصعيد الموقف أو التقليل من أهمية الرد، ما يعكس مدى تعقيد الوضع الراهن.
في ظل هذه الأجواء المشحونة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح طهران في توجيه ضربة مؤثرة لـ"إسرائيل" دون الانجرار إلى حرب شاملة؟ أم أن المنطقة ستشهد تصعيداً غير مسبوق قد يغير ملامح الصراع في الشرق الأوسط؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة، وقد تحدد مصير المنطقة بأكملها.
أضيف بتاريخ :2024/08/13