#تقرير_خاص : محور المقاومة يقلب الموازين: حكام عرب يدافعون عن "إسرائيل".. ودول أوروبية تناشد لضبط النفس
فاطمة مويس
تمر منطقة الشرق الأوسط في هذه الأيام بأزمة شديدة الخطورة، تكاد تدفع بالعالم إلى حافة هاوية لم يشهد لها مثيل، فاغتيال الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، واستهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر، في لبنان، فتحا أبواب جهنم على الكيان الصهيوني، بعد أن توعد قادة محور المقاومة بالرد الحتمي والقاسي، معتبرين أن دماء هؤلاء الشهداء لن تذهب سدى، وأن يد الغدر الصهيونية ستدفع الثمن باهظاً.
ما زاد من التوتر هو التسريبات الإعلامية حول هجوم موسع محتمل من إيران وبقية محور المقاومة، ما دفع الكيان الصهيوني إلى حالة من الذعر غير المسبوق.
تقارير تشير إلى أن "الشاباك" أعدّ الملاجئ لتحصين القيادة، حيث لجأ نتنياهو وقادة الأمن إلى التحصن بها كالجرذان تحت الأرض في القدس، وسط ترقب لهجوم إيراني قد يأتي في أي لحظة.
في ظل هذه التطورات، يغيب عن المشهد موقف واضح من حكام الدول العربية الذين تبنوا سياسة التطبيع مع "إسرائيل"، الإمارات، التي أصبحت الواجهة الرئيسية للكيان الصهيوني في المنطقة، إلى جانب السعودية والأردن ومصر والبحرين، لم يصدر عنهم أي تنديد باغتيال هنية، بل كانت هناك تأييدات للضربة الإسرائيلية، ووصل بهم الأمر إلى التصريح بأن أي عدوان على "إسرائيل" لن يمر فوق أراضيها.
على الصعيد الدولي، جاء موقف الدول الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) مندداً بإمكانية تصعيد إيران ومحور المقاومة، وداعياً إلى ضبط النفس للحفاظ على فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار، هذا الموقف يأتي بالتزامن مع تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة بإرسال غواصة الصواريخ "يو إس إس جورجيا" والأسطول الذي تقوده "يو إس إس أبراهام لينكولن".
الاستنفار الأمريكي والأوروبي يعكس قلقاً متزايداً من تداعيات أي رد قاسٍ من محور المقاومة، ليس فقط على مستوى المكاسب العسكرية، بل أيضاً على تأثيره الاستراتيجي على الخارطة الجيوسياسية للمنطقة. إذا نفذ محور المقاومة هجومه، فإنه قد يعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط، مهدداً المشروع الأمريكي المعروف بـ"الشرق الأوسط الجديد".
الواقع الحالي في الشرق الأوسط يشبه سباقاً على رقعة شطرنج، حيث الفائز هو من يظل واقفاً في النهاية، لا من يخسر أكبر عدد من الجنود، والعالم الآن في حالة ترقب، يحبس أنفاسه، منتظراً ما قد يغير وجه التاريخ بانتصار واحد أو هزيمة واحدة.
أضيف بتاريخ :2024/08/14