التقارير

#تقرير_خاص : ولي العهد السعودي بين مخاوف الاغتيال وتحديات التطبيع: حقيقة أم مبالغة؟

فاطمة مويس

في سياق التحولات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خرجت تقارير إعلامية تتحدث عن مخاوف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من احتمالية تعرضه للاغتيال. 

هذه المخاوف جاءت في إطار مناقشات مع أعضاء من الكونغرس الأميركي حول صفقة تطبيع محتملة بين السعودية و"إسرائيل" وفقاً لموقع "بوليتيكو" الأميركي، فالأمير السعودي لم يتوانَ عن استحضار واقعة الرئيس الزعيم المصري أنور السادات بعد توقيعه معاهدة سلام مع "إسرائيل"، متسائلاً عما فعلته الولايات المتحدة لحماية السادات حينذاك.

هل هي مخاوف حقيقية أم تكتيك تفاوضي؟
ليس من السهل الجزم بدقة هذه المخاوف، فمحمد بن سلمان يُعد من الشخصيات الأكثر جرأة في المنطقة، ولعل هذه الصفات هي التي تدفع البعض للتشكيك في جدية هذه المخاوف، معتبرين إياها جزءاً من لعبة تفاوضية مع الولايات المتحدة و"إسرائيل" فالأمير يدرك جيداً حساسية القضية الفلسطينية وتأثيرها الكبير على الرأي العام العربي، وخاصة بين الشباب السعوديين، لكنه يعلم أيضاً أن أي خطوة نحو التطبيع مع "إسرائيل" دون تحقيق تقدم ملموس في مسار حل القضية الفلسطينية قد تشكل خطراً على استقرار حكمه.

"إسرائيل" والرفض المتواصل لإقامة دولة فلسطينية
من الجانب الآخر، تتعزز هذه المخاوف مع تعنت الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، في رفض إقامة دولة فلسطينية، هذا الموقف الإسرائيلي الصارم يزيد من تعقيد الأمور، حيث يضع الأمير السعودي أمام معضلة كبيرة: كيف يوازن بين طموحاته في التطبيع وبين الضغط الداخلي والخارجي لتحقيق تقدم في القضية الفلسطينية؟

ردود الفعل السعودية: بين الدفاع والنفي
التقرير الذي نشرته "بوليتيكو" لم يمر مرور الكرام، حيث قوبل بردود فعل قوية من قبل خبراء سعوديين دافعوا بشدة عن ولي العهد، منهم الخبير بالعلاقات الدولية سامي المرشد الذي وصف هذه التقارير بأنها "ملفقة" وتهدف إلى عرقلة المشروع السعودي الطموح، في إشارة إلى رؤية 2030 التي يسعى بن سلمان لتحقيقها، بينما اعتبر المحلل السياسي مبارك العاتي أن تقرير "بوليتيكو" يعكس "جهلاً أمريكياً مطبقاً بشخصية ولي العهد"، مشيراً إلى أن مثل هذه التقارير لن تؤثر على تصميم السعودية في مواصلة تنفيذ مشاريعها الطموحة، بحسب تعبيرهما.

هل تحولت مخاوف ابن سلمان إلى ورقة ضغط؟
في النهاية، لا يمكن إغفال أن مخاوف ولي العهد السعودي من الاغتيال قد تكون جزءاً من تكتيك سياسي أكبر، فالإشارة إلى مخاطر الاغتيال واستحضار مثال السادات يمكن أن يكون رسالة موجهة إلى الداخل والخارج على حد سواء.

ومع استمرار التصعيد في المنطقة والتوترات المحيطة بالقضية الفلسطينية، يبقى السؤال مفتوحاً: هل سيقدم ولي العهد السعودي على اتفاق التطبيع أم يسعى للحصول على ضمانات أكثر من أمريكا أولاً؟

أضيف بتاريخ :2024/08/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد