التقارير

#تقرير_خاص: السعودية تسارع لإنقاذ سفينة مستهدفة متجهة لـ"إسرائيل": تمهيد للتطبيع وسط أحداث غزة

علي الزنادي

في خطوة جديدة تضاف إلى سلسلة التحركات السعودية على الساحة الإقليمية، برزت مؤخراً جهود المملكة لإنقاذ سفينة نفطية تابعة لشركة تتعامل مع "إسرائيل"، كانت قد تعرضت لهجوم من قبل قوات "أنصار الله" في البحر الأحمر، وهذه التحركات تأتي في ظل مسار دبلوماسي معقد، حيث تسعى السعودية إلى تعزيز موقفها أمام "إسرائيل" وتلميع صورتها على المستوى الدولي، وسط التوترات المتصاعدة بسبب حرب غزة.

تفاصيل الحادثة: هجوم "أنصار الله" على سفينة "سونين"
أفادت وكالة "بلومبيرغ" بوجود تنسيق بين السعودية واليونان لتفريغ حمولة السفينة النفطية "سونين"، التي كانت متوجهة إلى "إسرائيل" عندما تعرضت لهجوم من قِبل قوات "أنصار الله" الحوثية في البحر الأحمر. 
السفينة التي كانت تخرق حظراً يمنعه "أنصار الله" على دخول السفن لموانئ فلسطين المحتلة، اشتعلت فيها النيران بعد استهدافها، والهجوم نُفذ بعد محاصرة السفينة بالزوارق، وإجبارها على التوقف، في خطوة توضح استمرار التوتر في المنطقة وتأثيره على الملاحة البحرية.

بعد إجلاء 20 قبطاناً من على متن السفينة، تدخلت السعودية بسرعة، من خلال تنسيق مع اليونان لتفريغ السفينة المتضررة، حيث يتوقع أن تشرف الرياض على عملية نقل النفط، في خطوة تسلط الضوء على الدور السعودي في تهدئة التوترات في البحر الأحمر.

مساعٍ دبلوماسية: ما وراء التحرك السعودي
يرى المحللون أن هذه الخطوة ليست مجرد استجابة طارئة لحادث بحري، بل هي جزء من استراتيجية سعودية أوسع تهدف إلى تحسين علاقاتها مع "إسرائيل"، وسط الحديث عن اتفاق تطبيع محتمل، فعلى الرغم من عدم وجود اتفاق رسمي حتى الآن بين البلدين، تظهر هذه التحركات كتمهيد لإعادة تموضع السعودية في المشهد السياسي الإقليمي.

التوقيت له دلالته الخاصة، إذ يأتي في ظل الأحداث المتصاعدة في غزة، بينما تشهد الساحة الدولية تصاعد الضغوط على "إسرائيل" بسبب حربها في غزة، تجد السعودية نفسها في موقف معقد، حيث تسعى الرياض للحفاظ على صورتها كزعيمة للعالم الإسلامي ومدافعة عن القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تواجه فيه الضغوط الدولية والإقليمية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، والتحرك السريع لإنقاذ السفينة المستهدفة يشير إلى رغبة السعودية في إظهار استعدادها للتعاون مع "إسرائيل" على الرغم من تعقيد المشهد السياسي.

البحر الأحمر: نقطة اشتباك جيوسياسي
الهجوم على السفينة "سونين" يعكس مدى تعقيد الأوضاع في البحر الأحمر، الذي أصبح نقطة اشتباك رئيسية بين أطراف الصراع في المنطقة، فالقوات المسلحة اليمنية تستهدف السفن المرتبطة بـ"إسرائيل"، في محاولة لفرض نفوذها وعرقلة التحركات البحرية في هذه المنطقة الاستراتيجية، المملكة بدورها تسعى للحفاظ على الاستقرار في هذا الممر البحري الحيوي، وهو ما يفسر تدخلها السريع في حادثة السفينة الأخيرة.

التطبيع والتوازن الإقليمي
مع تسارع وتيرة التطبيع في المنطقة، تبرز السعودية كلاعب محوري في إعادة تشكيل العلاقات مع "إسرائيل"، والتزامها بتوفير الدعم في حادثة السفينة، يمكن أن يُقرأ على أنه إشارة إيجابية تجاه "إسرائيل" تمهيداً للتطبيع، في وقت تشهد فيه دول أخرى مثل الإمارات والبحرين تطوراً سريعاً في علاقاتها مع تل أبيب بعد توقيع اتفاقات سلام.

ومع أن السعودية لم توقع بعد اتفاق تطبيع مع "إسرائيل"، إلا أن موقفها من الهجمات على السفن المتجهة لموانئ الاحتلال قد يعكس نية لتخفيف التوترات وتقديم نفسها كشريك استراتيجي مستقبلي، بالنظر إلى المشهد الإقليمي، يبدو أن السعودية تسير على خطى الإمارات والبحرين في بناء علاقات تدريجية مع "إسرائيل" مدفوعة باعتبارات اقتصادية وأمنية.

أضيف بتاريخ :2024/09/03

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد