#تقرير_خاص: حضور السفيرة السعودية في قمة الحوار الشرق أوسطي الأميركي: خطوة نحو التطبيع أم مناورة دبلوماسية؟
عبدالله القصاب
في حدث مفاجئ لعديد من المراقبين، حضرت السفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة، ريما بنت بندر آل سعود، قمة "الحوار الشرق أوسطي الأميركي" في العاصمة الأميركية واشنطن.
حضورها بجانب مسؤولين إسرائيليين بارزين أثار موجة من التحليلات والتكهنات حول مدى اقتراب السعودية من خطوة قد تكون مفصلية في تاريخ المنطقة، وهي التطبيع مع "إسرائيل"
وصفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مشاركة السفيرة بأنها "سابقة"، مشيرة إلى أن خطابها كان "ملهماً". رغم غياب أي تصريحات رسمية أو صور توثيقية لهذا الحدث، فإن إشادة وسائل الإعلام الإسرائيلية بخطاب السفيرة أثار تساؤلات حول طبيعة الدور السعودي في هذه المرحلة الحساسة من تطورات المنطقة.
دلالات الحضور الصامت:
المفارقة التي صاحبت حضور السفيرة ريما بنت بندر في القمة لم تكن فقط في وجودها بجانب مسؤولين إسرائيليين، بل أيضاً في الصمت الرسمي السعودي حول الحدث، لم تصدر وزارة الخارجية السعودية أو السفيرة نفسها أي تصريحات توضيحية، ما يزيد من الغموض حول حقيقة الموقف السعودي من ملف التطبيع مع إسرائيل.
الصمت قد يحمل دلالات متعددة، من بينها أن السعودية قد تكون في مرحلة تقييم دقيق للموقف. بينما تسعى الولايات المتحدة بقوة لتوسيع دائرة التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل"، قد تكون السعودية تحاول الحفاظ على توازن دقيق بين التحركات الدولية والتزاماتها الداخلية والإقليمية.
مناورة دبلوماسية أم تغيير استراتيجي؟
منذ توقيع اتفاقيات "أبراهام" عام 2020 بين الإمارات والبحرين من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، أثيرت الكثير من التساؤلات حول ما إذا كانت السعودية ستتخذ نفس الخطوة، واشنطن تواصل ضغطها، وتضع "التطبيع" السعودي-الإسرائيلي في قلب استراتيجيتها الإقليمية.
بينما يرى البعض أن مشاركة السفيرة ريما بنت بندر في هذا الحدث قد تكون مؤشراً على اقتراب التطبيع، هناك من يعتبرها خطوة تكتيكية ضمن مناورة دبلوماسية أوسع، قد تكون السعودية تسعى لتقديم نفسها كشريك دبلوماسي يمكنه لعب دور الوسيط في النزاعات الإقليمية، بما في ذلك النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، كما أن هذا الحضور قد يُنظر إليه كجزء من مساعي السعودية لتعزيز علاقاتها مع واشنطن في ظل التحديات الجيوسياسية في المنطقة.
حضور السفيرة السعودية في قمة جمعت مسؤولين إسرائيليين هو حدث له دلالات عميقة، لكنه لا يقدم إجابات قاطعة حول مستقبل العلاقات السعودية-الإسرائيلية، المملكة تبدو عالقة بين الضغوط الدولية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل" وبين موقفها أمام شعبها من القضية الفلسطينية.
في النهاية، قد يكون التطبيع السعودي مع إسرائيل مسألة وقت، أو قد يظل رهيناً بتحقيق تقدم ملموس في عملية السلام. وفي ظل غياب تصريحات رسمية أو وضوح في المواقف، يبقى الغموض سيد الموقف، لكن ما هو مؤكد أن السعودية تلعب حالياً لعبة دبلوماسية معقدة تحاول من خلالها تحقيق أقصى قدر من المكاسب في عالم يشهد تحولات جيوسياسية كبرى.
أضيف بتاريخ :2024/09/09