التقارير

#تقرير_خاص: حزب الله وتحديات إعادة بناء منظومته الاتصالية

عبدالله القصاب

في ظل التصعيد المتواصل بين المقاومة اللبنانية و"إسرائيل"، برزت تفجيرات أجهزة "البيجر" الخاصة بحزب الله كأحدث محاولات الاحتلال لاختراق منظومة اتصالات الحزب، وهي خطوة توحي بمدى تعقيد الصراع الاستخباراتي بين الجانبين. 

تأتي هذه التطورات في وقت تعكس فيه التفجيرات حجم التحديات الأمنية التي يواجهها حزب الله في مجال الاتصالات، وما يمكن أن تمثله هذه الاختراقات من خطر على بنية المقاومة، خصوصاً في ظل الاعتماد المتزايد على منظومة اتصال محكمة لطالما اعتمد عليها الحزب لتجنب الرصد والاختراق.

منظومة اتصالات معقدة في مواجهة الاختراقات
لطالما اشتهر حزب الله بتطوير منظومات اتصالات آمنة ومعقدة، تعتمد على رموز مشفرة تُحدث بانتظام لتفادي أي عملية اختراق، وتعد هذه المنظومة جزءاً حيوياً من الاستراتيجية الاستخباراتية للحزب، في ظل استهداف الاحتلال الإسرائيلي لقياديي الحزب وكوادره، الذين تعرضوا على مدار العقود لعمليات اغتيال معقدة بناءً على عمليات رصد طويلة الأمد من قِبَل الموساد، وفي هذا السياق، لم تكن تفجيرات أجهزة البيجر مجرد حادثة معزولة؛ بل خطوة جديدة في الحرب الإلكترونية التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي ضد الحزب، في محاولة لإضعاف قوته التنظيمية والتقنية.

التطور الإسرائيلي في الحرب الإلكترونية
"إسرائيل" وعلى مدى سنوات، سعت جاهدة لاختراق منظومة الاتصالات الخاصة بحزب الله، ويبدو أن نجاحها في زرع متفجرات داخل أجهزة "البيجر" يشير إلى قدرة غير مسبوقة على التلاعب بالأجهزة الحيوية للحزب، رغم التدابير الأمنية المتبعة، هذا الاختراق، بحسب الخبراء، قد تم باستخدام تقنيات متطورة تعتمد على "النانو تكنولوجي"، وهي تقنية تتيح تصنيع متفجرات وأجهزة تجسس صغيرة جداً، يمكن زرعها دون أن تُكتشف بسهولة ما يضع الحزب أمام تحديات هائلة لإصلاح هذا الخلل الأمني الكبير.

تحديات الحزب في إعادة بناء منظومته الاتصالية
إن تضرر أجهزة البيجر وإمكانية استخدامها لتسريب المعلومات أو تفجيرها عن بُعد، يضع حزب الله أمام ضرورة إعادة النظر في منظومة اتصالاته بالكامل، فإلى جانب التحول إلى بدائل جديدة وآمنة، يجب على الحزب تطوير تقنيات اتصال محلية تعتمد على بروتوكولات خاصة، ما قد يشكل حلاً لاستعادة ثقة كوادره في وسائل الاتصال المستخدمة، ويرى الخبراء أن على الحزب تصنيع أجهزة اتصالاته داخلياً لتفادي أي تلاعب خارجي، وهو أمر قد يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

إلى جانب ذلك، يحتاج الحزب إلى التركيز على كشف المادة المتفجرة وطريقة زرعها في أجهزة البيجر، كي يتمكن من منع تكرار هذه الاختراقات في المستقبل، من جهة أخرى، يجب أن تكون المنظومة الجديدة قادرة على الصمود أمام تقنيات الرصد والتجسس الإسرائيلية المتطورة، بما في ذلك محطات الرصد والطائرات المسيرة وبرمجيات تحليل البيانات.

الاتصالات السلكية واللاسلكية: الخيارات المتاحة
على الرغم من الاعتماد المتزايد على التقنيات اللاسلكية في الاتصال داخل ساحة المعركة، إلا أن الحزب يدرك أهمية الاتصالات السلكية كوسيلة حماية أساسية، لا سيما على مستوى القيادة العليا، فالاعتماد على الخطوط الأرضية يقلل من فرص التعرض للاختراق مقارنة بالاتصالات اللاسلكية المرتبطة بالأقمار الصناعية، ومع ذلك، تبقى هذه الاتصالات السلكية غير فعالة في العمليات الميدانية أو الخارجية، مما يدفع الحزب إلى تطوير وسائل جديدة ومؤمنة للتواصل بين عناصره في ساحة المعركة.

في ظل هذا التصعيد التقني، يبدو أن حزب الله أمام معركة جديدة على الصعيد الإلكتروني، حيث بات عليه مواجهة حرب إلكترونية مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، وسبق وأثبتت المقاومة اللبنانية مراراً قدرتها على التصدي لمحاولات الاختراق الإسرائيلي.

أضيف بتاريخ :2024/09/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد