التقارير

#تقرير_خاص : ابن سلمان يستغل التطورات الحالية في المنطقة.. إلى أين سيقود المملكة؟


رضوى العلوي
في ظل استمرار الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني وتزايد الضغط الدولي، تزداد التكهنات حول مواقف الدول العربية تجاه "إسرائيل"، في هذا السياق، تبرز السعودية كلاعب رئيسي في المنطقة، حيث يتزايد الحديث عن قرب توقيع اتفاق تطبيع رسمي بين الرياض وتل أبيب، بقيادة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. 
ويشير العديد من المراقبين إلى أن بن سلمان يسعى لاستغلال التطورات الحالية في المنطقة، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، لتحقيق مكاسب استراتيجية على مستوى الإقليم والعالم.

محمد بن سلمان: زعيم طموح نحو التغيير
ولي العهد محمد بن سلمان، الذي لم يتوج ملكاً رسمياً بعد، يقود السعودية بحزم منذ سنوات، ويبدو أنه يخطط لتغيير شامل في سياسة المملكة الخارجية والداخلية، ويسعى إلى تحويل السعودية إلى قوة إقليمية ديناميكية تعتمد على التحديث والانفتاح، وهو ما يتماشى مع رؤيته الشهيرة "رؤية 2030"، وفي هذا السياق، يظهر التطبيع مع “إسرائيل” كخطوة مفصلية في هذه العملية.

بحسب تصريحات نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن كبار الباحثين في مراكز الدراسات الإسرائيلية، فإن بن سلمان يرى أن إتمام الاتفاق مع “إسرائيل” ليس فقط لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، بل أيضاً لضمان دعم أكبر من الولايات المتحدة، سواء كان ذلك في مجالات الدفاع، أو التكنولوجيا، أو حتى الطاقة النووية.

الدوافع وراء التطبيع: مصالح استراتيجية أكثر من مجرد سياسة
لا شك أن أي اتفاق محتمل بين السعودية و"إسرائيل" سيحمل في طياته الكثير من الدوافع المعقدة، وعلى رأسها العلاقات مع الولايات المتحدة، ابن سلمان، الذي يسعى لتحسين صورته على الصعيد الدولي بعد سلسلة من الأزمات، يعي أن التطبيع مع “إسرائيل” قد يكون مفتاحاً لاستعادة الدعم الأمريكي الكامل. فالولايات المتحدة، التي تشجع التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، قد تقدم في المقابل حزمة من الامتيازات السياسية والاقتصادية للسعودية.

أيضاً، لا يمكن تجاهل البعد الإقليمي في هذه المسألة، فالسعودية تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة وسط منافسة مع إيران وتركيا، ومن خلال الاتفاق مع "إسرائيل"، تستطيع المملكة بناء جبهة إقليمية موحدة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية، خصوصاً في ظل الأوضاع المتوترة في الخليج.

توقيت حساس: هل يستغل بن سلمان الظروف الراهنة؟
تأتي هذه التطورات في وقت حساس للغاية، حيث يشهد الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني موجة جديدة من التصعيد، خاصة في غزة. ويبدو أن بن سلمان، بدلاً من اتخاذ موقف متحفظ، ينتظر اللحظة المناسبة للتحرك. ويرى بعض المحللين أن بن سلمان يراقب عن كثب التطورات، منتظراً أن تقوم “إسرائيل” بخطوة تعزز من موقفه داخل المملكة، وتجعله قادراً على تمرير قرار التطبيع أمام الرأي العام السعودي والعربي.

ختاماً: بن سلمان بين الإصلاحات الداخلية والعلاقات الخارجية
بين طموحاته لتحويل السعودية إلى دولة حديثة ومؤثرة على الساحة الدولية، ورغبته في تحسين علاقاته مع الغرب، يجد محمد بن سلمان نفسه أمام مفترق طرق، التطبيع مع “إسرائيل” قد يمثل خطوة جريئة نحو تحقيق هذه الأهداف، لكنه في الوقت ذاته يحمل تحديات كبيرة، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، المملكة التي كانت ترفض الاعتراف بـ"إسرائيل" منذ عقود، قد تجد نفسها في عهد جديد، حيث تُقدَّم المصالح الوطنية والإقليمية على الثوابت السياسية التقليدية.

أضيف بتاريخ :2024/09/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد