التقارير

#تقرير_خاص: اغتيال السيد حسن نصر الله.. تصعيد إسرائيلي يدفع المنطقة نحو الهاوية

علي الزنادي

جاء اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، في غارة “إسرائيلية" يوم الجمعة، بمثابة نقطة تحول جديدة وخطيرة في الصراع المستمر بمنطقة الشرق الأوسط، يعتبر هذا الاغتيال تصعيداً غير مسبوق من قبل “إسرائيل” في سياستها المتواصلة لاستهداف قيادات المقاومة، وهو تصرف يحمل في طياته مخاطر جسيمة قد تدفع المنطقة نحو حرب شاملة لا يُحمد عقباها.

إن تمادي “إسرائيل” في سياسة الاغتيالات يعكس نزعة متزايدة للتوسع العسكري والاستفزازي، ويثير تساؤلات حول النوايا الحقيقية لدولة الاحتلال في المنطقة، فمثل هذه الأعمال ليست فقط انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بل هي تأكيد على أن “إسرائيل” مستعدة لخرق كافة الاتفاقيات الدولية في سبيل تحقيق أهدافها السياسية والعسكرية، وفي هذا السياق، يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في مواجهة هذا العدوان، خاصة في ظل الصمت المطبق الذي يتبناه العديد من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تقدم الدعم المستمر لـ “إسرائيل”.

أثار اغتيال السيد حسن نصر الله ردود فعل غاضبة من مختلف القوى السياسية في لبنان والعالم العربي، حيث أدان العديد من السياسيين والجماعات هذا العمل الإجرامي، فالاغتيالات المستمرة لرموز المقاومة لا تؤدي إلا إلى تصعيد الصراع وزيادة دائرة العنف في المنطقة، ولا شك أن استمرار “إسرائيل” في هذه السياسة يعمق من حالة عدم الاستقرار ويقود المنطقة نحو فوضى قد تكون عواقبها كارثية على الجميع.

من ناحية أخرى، يبدو أن “إسرائيل” لم تعد تولي أي اهتمام للعواقب المحتملة لتصرفاتها، فاغتيال شخصية بوزن حسن نصر الله قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق بين حزب الله و“إسرائيل”، ويمهد الطريق لصراع إقليمي واسع يشمل العديد من الدول والقوى. وبدلاً من أن يسهم هذا التصعيد في تحقيق الأمان والاستقرار، فإنه سيؤدي إلى تعميق الجراح وإشعال فتيل المزيد من الحروب.

إن هذا التصعيد ال “إسرائيل” ي الخطير يعكس تحدياً كبيراً للجهود الدولية المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. فبدلاً من العمل على تخفيف حدة التوترات، تأتي هذه الاغتيالات لتزيد من اشتعال الأوضاع. وفي ظل هذه الظروف، يجب على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لوقف هذه السياسات العدوانية والعمل على منع تفاقم الأزمة، إذ أن استمرار هذا النهج لن يؤدي سوى إلى مزيد من الدماء والدمار، في منطقة أصبحت بالفعل مسرحاً للصراعات والنزاعات المسلحة.

إن اغتيال حسن نصر الله قد يكون الشرارة التي تشعل حرباً شاملة في الشرق الأوسط، ومن هنا فإن مسؤولية المجتمع الدولي تتزايد في الضغط على “إسرائيل” لإيقاف هذا التصعيد الخطير، فالوقت قد حان للتحرك قبل فوات الأوان، لأن ترك الأمور تتفاقم دون تدخل جاد سيجعل من السلام أمراً بعيد المنال، وسيضع المنطقة والعالم أمام تحديات أمنية واقتصادية وإنسانية قد لا يكون من السهل تجاوزها.

أضيف بتاريخ :2024/09/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد