#تقرير_خاص: ما بعد اغتيال السيد حسن نصر الله: هل انتهت معركة حزب الله أم دخل بمرحلة جديدة؟
فاطمة مويس
اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، عبر غارة جوية إسرائيلية في 27 سبتمبر الجاري، فتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل الحزب، وإمكانية أن يشكل هذا الحادث نهايةً لمرحلة من الصراع بين "إسرائيل" وحزب الله، أو ربما بدايةً لتصعيد جديد في منطقة الشرق الأوسط.
منذ لحظة اغتيال السيد نصر الله، بدأت التحليلات الإسرائيلية والأمريكية تتحدث عن "المرحلة المقبلة"، البعض في “إسرائيل” رأى أن هذه الضربة قد تُضعف حزب الله، بينما أبدى آخرون تشاؤماً حول قدرة “إسرائيل” على تصفية التهديد الذي يشكله الحزب بشكل نهائي، فهل فعلاً هذا الاغتيال سيكون نقطة تحول كبيرة، أم أن حزب الله سيعود كما فعل سابقاً بعد اغتيال أمينه العام الأسبق، عباس الموسوي، عام 1992؟
اغتيال القادة: هل ينهي الحركات أم يقويها؟
العديد من المحللين يشيرون إلى أن اغتيال القادة قد يؤدي أحياناً إلى تقوية الحركات بدلاً من إضعافها. هذا ما حدث سابقاً عندما اغتالت “إسرائيل” السيد عباس الموسوي، الأمين العام السابق لحزب الله. فبدلاً من انهيار الحزب، أثبت حسن نصر الله، الرجل الذي خلفه في القيادة، أنه قائد أكثر فاعلية وقوة، وتمكن من تحويل حزب الله إلى واحدة من أقوى القوى العسكرية غير النظامية في العالم، بحسب ماكس بوت، محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة "واشنطن بوست".
اليوم، بعد استشهاد نصر الله، تظل القدرة العسكرية لحزب الله مصدر قلق كبير لـ"إسرائيل" وللعديد من الدول الغربية، وفقاً للتقديرات، يمتلك الحزب ترسانة هائلة من الصواريخ والقذائف، تتراوح بين 150 إلى 200 ألف صاروخ، إضافةً إلى قوة بشرية تتراوح بين 40 ألفاً إلى 50 ألف مقاتل يتمتعون بتدريب جيد.
تصعيد أم تهدئة؟ خيارات حزب الله بعد الاغتيال
بالرغم من التوقعات بحدوث تصعيد عسكري بعد اغتيال نصر الله، تشير بعض التحليلات إلى أن حزب الله قد يتجنب الانخراط في صدام فوري وشامل مع "إسرائيل"، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها لبنان، فالقدرة على شن حرب جديدة قد تكون محدودة بسبب التحديات الداخلية، خصوصاً مع ما تعانيه البلاد من أزمات اقتصادية خانقة وانهيار في البنية التحتية.
ومع ذلك، لا يعني هذا أن الحزب سيتراجع أو يتوقف عن المقاومة، كما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اغتيال نصر الله لا يُعد انتصاراً حقيقياً إن لم تتمكن “إسرائيل” من تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، فقد يكون الاغتيال لحظة عابرة في الصراع، لكن دون القضاء على الترسانة الضخمة للحزب أو على قوة تأثيره الإقليمي، لن يُكتب لهذا الحدث أن يشكل تحولاً جذرياً في ميزان القوى.
المجتمع الدولي والردود المستقبلية
بعد اغتيال نصر الله، تتزايد المخاوف من انفجار الوضع الأمني في لبنان وفي المنطقة عموماً، المجتمع الدولي يُدرك تماماً خطورة التصعيد، خاصة وأن أي صراع شامل قد يتجاوز الحدود اللبنانية ليشمل أطرافاً إقليمية أخرى، مثل سوريا وإيران، وبينما يواصل اللاعبون الدوليون دعواتهم إلى التهدئة، تظل الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات، بما فيها احتمال التصعيد إذا ما قرر حزب الله الرد بشكل قوي.
من جهة أخرى، استمرار الدعم الغربي لـ"إسرائيل"، لا سيما من الولايات المتحدة، قد يزيد من تعقيد المشهد، فمن دون ضغوط دولية حقيقية على “إسرائيل” لوقف سياستها التصعيدية والاغتيالات المستمرة، قد تظل المنطقة في حالة من التوتر الدائم، الأمر الذي يعزز من احتمالية الانزلاق نحو حرب شاملة.
اغتيال السيد حسن نصر الله هو تطور خطير في الصراع الإسرائيلي مع حزب الله، لكنه ليس بالضرورة نهاية المعركة، الحزب لا يزال يمتلك قوة عسكرية ضخمة واستعداداً للمواجهة، وقد يُظهر مرة أخرى مرونته وقدرته على تجاوز الأزمات.
بينما تحاول “إسرائيل” تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية من هذا الاغتيال، يبقى المستقبل غامضاً، حيث أن أي رد من حزب الله سيعيد الصراع إلى الواجهة بشكل أكثر خطورة، ويبقى السؤال: هل ستكون المنطقة قادرة على تحمل تصعيد جديد، أم أن اللاعبين الدوليين سيتدخلون في الوقت المناسب لمنع الانفجار؟
أضيف بتاريخ :2024/09/30