#تقرير_خاص: إسرائيل تجر المنطقة نحو حرب شاملة: هل تفلت الأمور من السيطرة؟
رضوى العلوي
الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير على ثلاث قواعد عسكرية إسرائيلية، في أعقاب اغتيال السيد حسن نصر الله وإسماعيل هنية، يؤكد مرة أخرى أن المنطقة على حافة مواجهة شاملة، إيران، التي اختارت أن ترد بضربة قوية عبر إطلاق أكثر من 250 صاروخاً باليستياً على فلسطين المحتلة، لم تترك لـ"إسرائيل" مجالاً للتفكير في رد غير محسوب، ولكن السؤال الأكبر هنا: هل ستتعلم “إسرائيل” من هذا الهجوم، أم أنها ستدفع المنطقة نحو حرب لا تُحمد عقباها؟
سياسة الاغتيالات.. ونيران الحرب
"إسرائيل" ليست جديدة على استخدام سياسة الاغتيالات في مواجهة خصومها، لكنها هذه المرة تبدو وكأنها قد تجاوزت حدود اللعبة الإقليمية، اغتيال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وشخصيات قيادية أخرى مثل إسماعيل هنية واللواء عباس نيلفوروشان، كان بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل الصراع في المنطقة.
هذه السياسة، التي تهدف إلى تقليم أظافر خصومها، قد جلبت لها في الماضي مكاسب عسكرية، لكن التكلفة هذه المرة قد تكون باهظة جداً، إيران ردت بقوة غير مسبوقة، وحذرت بوضوح أن أي تصعيد من جانب “إسرائيل” سيواجه برد مدمر.
معركة مفتوحة مع تحالفات جديدة:
التصعيد الأخير لا يقتصر على إيران وحدها. إلى جانب الهجمات الصاروخية الإيرانية، شهدت الأراضي المحتلة هجمات متزامنة من المقاومة الإسلامية في لبنان، مما يشير إلى أن الصراع الحالي قد يتحول إلى حرب متعددة الجبهات. حزب الله، الذي طالما كان العدو الأكبر لإسرائيل في شمالها، أبدى استعداداً للانخراط المباشر في أي تصعيد. ومن هنا، إذا لم تلتزم “إسرائيل” بالحذر، فإنها قد تجد نفسها في معركة مفتوحة على أكثر من جبهة، تشمل لبنان، فلسطين، وربما حتى العراق وسوريا، حيث تنتشر الفصائل المسلحة المدعومة من إيران.
تأثير التصعيد على المنطقة:
أي مواجهة جديدة ستكون لها تداعيات كارثية على المنطقة. فالشرق الأوسط لم يخرج بعد من أزمات متراكمة في سوريا واليمن والعراق، وتدهور الوضع الاقتصادي في معظم الدول، الحرب المفتوحة لن تقتصر آثارها على الأطراف المباشرة، بل ستؤثر على الاستقرار الإقليمي بأسره، دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، قد تجد نفسها في موقف حرج إزاء التعامل مع هذه الأزمة، خصوصاً في ظل التقارب الإيراني-السعودي الأخير، من جهة أخرى، الولايات المتحدة والدول الأوروبية لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما اندلعت حرب شاملة، مما قد يؤدي إلى تدخلات عسكرية تزيد من تعقيد الأمور.
هل الردع هو الحل؟
"إسرائيل" قد تراهن على قوتها العسكرية، لكنها أمام تحدٍ غير مسبوق، القوة الصاروخية الإيرانية، والتهديدات المباشرة بتدمير البنية التحتية لـ"إسرائيل" في حال استمر التصعيد، تضع القيادة الإسرائيلية أمام اختبار حقيقي، إذا استمرت في سياسة التصعيد، قد تجد نفسها أمام مواجهة مع قوى لا تخشى الدخول في معركة طويلة الأمد، بل وربما تستخدم تكتيكات جديدة تضعف العمق الإسرائيلي.
الخلاصة
"إسرائيل" تقف اليوم على مفترق طرق؛ إما أن تختار تهدئة الوضع لتجنب مواجهة شاملة، أو تستمر في سياسة العناد التي قد تقود المنطقة إلى حرب لا تُحمد عقباها، الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير هو رسالة واضحة: التصعيد لن يمر دون رد، وأي محاولة لاستفزاز طهران وحلفائها ستدفع المنطقة إلى هاوية الصراع.
أضيف بتاريخ :2024/10/02