#تقرير_خاص: اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل: بين الفرص والمخاوف
عبدالله القصاب
في الآونة الأخيرة، عادت العلاقات السعودية الإسرائيلية إلى الواجهة، بعد أن كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" عن مناقشات جرت بين جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول مسار التطبيع بين المملكة و"إسرائيل".
هذا التحرك، الذي يندرج ضمن الأهداف الاستراتيجية لكل من إدارتي ترامب وبايدن، يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل المنطقة في ظل تصاعد التوترات والنزاعات المستمرة، مثل الحرب الإسرائيلية على غزة.
الدور الأميركي وتوقيت المحادثات:
لم تشر المصادر إلى توقيت محدد لهذه المحادثات، ما يفتح الباب أمام التكهنات حول ما إذا كانت قد جرت قبل أو بعد التصعيد الإسرائيلي في غزة، ومع ذلك، يبقى الهدف الواضح لهذه النقاشات هو تحقيق تطبيع للعلاقات بين السعودية و"إسرائيل" إدارة ترامب كانت قد بذلت جهوداً كبيرة لتوطيد علاقات "إسرائيل" مع دول عربية عبر "اتفاقيات أبراهام"، والآن تسعى إدارة بايدن، رغم اختلافها في الكثير من الملفات مع ترامب، لمواصلة هذا المسار الاستراتيجي.
مصالح متبادلة رغم الاختلافات السياسية:
وفقاً للتقارير، يعتبر هذا الاتفاق "فوزاً متبادلاً" للأمير محمد بن سلمان، حتى في حال تأخر إبرامه بضعة أشهر أخرى، السعودية تسعى من خلاله لتعزيز موقفها الإقليمي والدولي، في ظل منافسات جيوسياسية متعددة، كما أن "إسرائيل" ترى في هذا التطبيع فرصة لتعزيز أمنها وتوسيع تحالفاتها في منطقة لطالما كانت متوترة.
استمرار الجهود رغم المتغيرات السياسية:
اللافت في التقرير هو الإشارة إلى أن الاتفاق السعودي الإسرائيلي سيمضي قدماً حتى في حال فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الأميركية المقبلة، هذا يعني أن التوجه نحو التطبيع ليس محصوراً في إطار التحالفات الحزبية الأميركية، بل يبدو أنه مسار استراتيجي طويل الأمد تتبناه الولايات المتحدة بغض النظر عن الحزب الحاكم، هذا يضمن استمرارية الضغط على الرياض لتطبيع علاقاتها مع تل أبيب.
التحديات الإقليمية وردود الأفعال
بالرغم من كل هذه الجهود، يظل هناك سؤال حول كيفية تعامل السعودية مع الضغوط الشعبية والانتقادات الدولية التي قد تواجهها في حال إتمام الاتفاق مع "إسرائيل"، خاصة في ظل استمرار النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
يبدو أن السعودية تتحرك بحذر نحو تطبيع محتمل مع "إسرائيل"، وسط تحولات سياسية إقليمية ودولية. سواء كان ذلك مدفوعاً برغبة في تعزيز أمنها أو تحسين علاقتها مع القوى الغربية، فإن هذا المسار قد يحمل فرصاً ومخاطر في آنٍ واحد.
أضيف بتاريخ :2024/10/05