التقارير

#تقرير_خاص: الضغوط تتصاعد: نقص الصواريخ الاعتراضية يهدد الدفاعات الإسرائيلية وسط تصاعد التوتر مع إيران

 

فاطمة مويس

تشير التقارير الأخيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه أزمة حقيقية في مجال الدفاعات الجوية، وذلك نتيجة لنقص الصواريخ الاعتراضية، ما يُنذر بتداعيات خطيرة إذا ما تصاعدت المواجهات مع إيران أو حزب الله. 

صحيفة "فاينانشال تايمز" كشفت هذا التحدي، مؤكدة أن مخزونات الذخائر الإسرائيلية تتعرض للنفاد، وأن الأزمة قد تصبح أكثر خطورة إذا أطلقت إيران أو حزب الله موجات من الهجمات الجوية المتتالية.

هذا النقص في الذخائر، لا سيما الصواريخ الاعتراضية، يأتي في وقت حرج للغاية، حيث تشير التقديرات الإسرائيلية الرسمية إلى أنه تم إطلاق أكثر من 20 ألف صاروخ وقذيفة على إسرائيل خلال العام الماضي وحده من غزة ولبنان، ما يضع الجيش الإسرائيلي أمام تحديات غير مسبوقة تتعلق بقدرات الدفاع الجوي. الأزمة لا تقتصر على المخزونات الإسرائيلية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى قدرة الولايات المتحدة على مواصلة دعم إسرائيل وأوكرانيا بذات الوتيرة في آنٍ واحد، مما يعزز المخاوف من نقص الموارد.

الحديث عن مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران قد يتسبب في زعزعة الاستقرار الإقليمي بشكل غير مسبوق. التحذيرات الإيرانية من الرد القاسي على أي اعتداء إسرائيلي تأتي في إطار سياسة الردع التي تتبعها طهران، خاصة بعد اغتيال عدد من القادة البارزين في حماس وحزب الله. 

التصعيد قد يدفع بالمنطقة إلى شفا حرب مفتوحة، في وقت تبدو فيه أنظمة الدفاع الإسرائيلية غير قادرة على التعامل مع كمّ الصواريخ المتوقع أن يُطلق من لبنان أو غزة أو حتى من إيران نفسها.

من ناحية أخرى، تشير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين إلى أن القيادة السياسية في تل أبيب مصممة على الدفاع عن مصالحها الوطنية، حتى وإن تطلب الأمر تجاهل التحذيرات الأمريكية، ما يعكس تصاعد التوترات بين إسرائيل وحلفائها الغربيين.

في هذا السياق، لا يمكن تجاهل أن "إسرائيل" قد تجد نفسها مضطرة لإعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية، خصوصاً مع التطور الكبير في تقنيات الصواريخ والمسيرات التي تمتلكها إيران وحزب الله. الاعتماد على الأنظمة الدفاعية التقليدية، التي قد تكون غير فعالة في مواجهة التهديدات المتقدمة، يمثل أحد أكبر المخاطر على الأمن الإسرائيلي.

إسرائيل تواجه تحدياً غير مسبوق، ليس فقط من حيث النقص في الذخائر، ولكن أيضاً من حيث تطور التهديدات التي قد تتجاوز قدراتها الدفاعية التقليدية، في ظل هذه الظروف، قد يكون الحل الوحيد هو تعزيز الدبلوماسية وتفادي التصعيد العسكري، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أن السيناريو العسكري يبدو أكثر واقعية.

ختاماً، الأزمة الراهنة لا تتعلق فقط بنقص الصواريخ الاعتراضية، بل أيضاً بالاستراتيجية الأمنية الشاملة التي تتبعها إسرائيل في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة.

أضيف بتاريخ :2024/10/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد