رضوى العلوي

قرار هيئة الإعلام والاتصالات العراقية بإلغاء رخصة قناة MBC في العراق بسبب ما وصفته بـ"التطاول على قادة المقاومة" يعكس حالة التوتر المتصاعد في المنطقة، ويبرز الدور المتزايد الذي تلعبه وسائل الإعلام في الصراعات الإقليمية.

في قلب هذا الصراع، يأتي الجدل حول تقرير بثته القناة وصف فيه قادة المقاومة والشهداء بأنهم "إرهابيون"، لم تكن هذه الاتهامات الأولى، لكنها تأتي في وقت حرج وسط تصاعد المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وحزب الله من جهة، و"إسرائيل" من جهة أخرى. 

التقرير الذي بثته MBC لم يهاجم فقط القادة العسكريين للمقاومة، بل تناول قادة سياسيين بارزين مثل إسماعيل هنية ويحيى السنوار.

رد فعل سريع جاء من فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث أصدرت حركة حماس بياناً شديد اللهجة يدين التقرير باعتباره "سقوطاً إعلامياً وأخلاقياً"، مؤكدين أن تلك الخطوة تتماشى مع الرواية الصهيونية التي تسعى لشيطنة المقاومة، وأشارت حماس إلى أن التقرير الذي بُثّ يُروج للدعاية الإسرائيلية وينتهك حرمة القادة الذين سقطوا شهداء في معركتهم ضد الاحتلال.

يبدو أن هذا القرار من قبل العراق يأتي في إطار سعيه للدفاع عن رموز المقاومة التي تعتبر جزءاً من الهوية الوطنية لبعض التيارات في البلاد، فالعراق يحتفظ بعلاقة تاريخية وعاطفية مع قادة المقاومة، وخاصة أولئك الذين لعبوا دوراً بارزاً في محاربة تنظيم "داعش" وإيران من خلال فيلق القدس بقيادة الشهيد قاسم سليماني.

هذه الحادثة تعكس انقسامات واسعة حول كيفية تناول الإعلام العربي للقضايا الحساسة، خاصة تلك التي تتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والمقاومة في لبنان وسوريا MBC، التي تعتبر إحدى القنوات الإعلامية الرائدة في العالم العربي، تواجه الآن تحدياً كبيراً فيما يتعلق بحياديتها ومهنيتها، حيث أن العديد من جمهورها، خاصة في العراق وفلسطين، يعتبرون قادة المقاومة رموزاً للتحرر والنضال ضد الاحتلال.

بغض النظر عن وجهات النظر المتباينة حول هذه القضية، فإن هذه الخطوة تمثل تصعيداً في الحرب الإعلامية في الشرق الأوسط، القنوات الإعلامية أصبحت ساحات معارك جديدة، حيث يتنافس الجميع على رواية الأحداث والتحكم في السرد الإعلامي.

ويبقى السؤال: كيف يمكن لوسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتواصل والتفاهم في منطقة تعصف بها الأزمات، بدلاً من أن تتحول إلى أدوات للانقسام والتحريض؟