#تقرير_خاص: رمزية الكعبة وتحديات قدسية الأرض المقدسة في ضوء فعاليات الترفيه السعودي
فاطمة مويس
تحوّلت فعاليات "موسم الرياض" إلى موضوع جدليّ واسع على منصات التواصل الاجتماعي وبين أطياف المجتمع الإسلامي بعد عرض مجسم يشبه الكعبة الشريفة ضمن أحد العروض الترفيهية. أثارت الصور والفيديوهات التي وثّقت الحدث غضباً عارماً بين المسلمين، الذين اعتبروا هذه الخطوة إهانة للمقدسات الإسلامية وتشويهاً لقدسية أرض الحرمين.
رمزية الكعبة وحرمتها في الإسلام:
تُمثل الكعبة قبلة المسلمين ومركز شعائرهم الدينية، وتحمل في طياتها رمزية عالية للقداسة والوحدة. أي مساس أو تجسيد للكعبة بطريقة خارجة عن سياقها الديني يُعتبر تطاولاً على مكانتها لدى أكثر من مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، ما جرى في موسم الرياض، وفقاً للمنتقدين، لم يكن مجرد فعالية فنية، بل كان تجاوزاً خطيراً لحدود اللياقة والاحترام للرموز الدينية.
استخدام المجسم المكعب، المشابه للكعبة الشريفة، كشاشة عرض فنية بجانب رقصات وأغانٍ أثار غضب الجمهور، حيث رأى كثيرون في ذلك محاولة لتشويه رمزية الكعبة وتشبيه الطواف المقدس برقصات استعراضية، وهو أمر اعتبره البعض جزءاً من "انسلاخ ثقافي وديني" غير مبرر.
بينما أشارت الجهات المنظمة إلى أن الفعالية لا تهدف إلى الإساءة، مستشهدة بأن هناك مباني مكعبة مشهورة حول العالم، مثل مكعب برلين أو متجر أبل. لكن هذه التبريرات لم تجد قبولاً بين كثير من المسلمين، الذين عبّروا عن رفضهم القاطع لهذا "الانزلاق"، وطالبوا بموقف رسمي يحمي الرموز الإسلامية من الاستغلال التجاري أو الفني.
أبعاد أوسع: بين الترفيه وقيم المجتمع
يُعدُّ موسم الرياض جزءاً من رؤية السعودية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتطوير قطاع الترفيه، لكن مع توسع هذه الفعاليات، يتساءل البعض عن مدى التوازن بين الانفتاح الثقافي والحفاظ على قيم المجتمع وهويته الدينية.
ما جرى في موسم الرياض يجب أن يكون فرصة لإعادة التفكير في طبيعة الفعاليات الترفيهية، مع الأخذ بعين الاعتبار حساسية الرموز الدينية واحترامها. الترفيه لا يعني بالضرورة تجاوز الخطوط الحمراء التي تمس عقيدة الناس ومشاعرهم، خاصة في دولة تحتضن أقدس البقاع الإسلامية.
يحتاج صانعو القرار في المملكة إلى الموازنة بين تطوير قطاع الترفيه والمحافظة على القيم الأصيلة التي تمثل جوهر المجتمع السعودي ومكانة المملكة كراعية للمقدسات الإسلامية. قد يكون الانفتاح مطلوباً، لكن ليس على حساب الرموز التي تُشكّل هوية الأمة.
أضيف بتاريخ :2024/11/18