#تقرير_خاص: التطبيع السعودي-الإسرائيلي: أبعاد جديدة في السياسة الأمريكية
عبدالله القصاب
في ظل التحولات السياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، يبرز التطبيع السعودي-الإسرائيلي كأحد أبرز القضايا التي تشغل الساحة الدولية. مع اقتراب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، تتزايد التوقعات حول كيفية تأثير إدارته على هذا الملف الشائك. الخبير الإسرائيلي الدكتور شاي هار تسفي يشير إلى أن التطبيع بين الرياض وتل أبيب سيكون من أولويات ترامب، مما يفتح المجال أمام نقاشات عميقة حول الأبعاد السياسية والأمنية لهذا التطور.
تعتبر العلاقات السعودية-الإسرائيلية خطوة استراتيجية تهدف إلى مواجهة التهديدات الإقليمية، خاصةً من إيران. فترامب، الذي ينظر إلى طهران كخطر رئيسي على استقرار المنطقة، يسعى لتشكيل تحالفات جديدة تعزز من موقف الولايات المتحدة وحلفائها. إن دعم واشنطن لصفقة تطبيع بين السعودية وإسرائيل قد يعكس رغبة ترامب في تعزيز نفوذ بلاده في الشرق الأوسط.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي التنازلات التي قد يقدمها نتنياهو لتحقيق هذا الهدف؟ يتوقع هار تسفي أن يكون هناك ضغط أمريكي على الحكومة الإسرائيلية لتكون أكثر مرونة في التعامل مع المطالب السعودية، خاصة فيما يتعلق بحل الدولتين. هذه النقطة تمثل تحديًا كبيرًا للسياسة الإسرائيلية التقليدية التي ترفض أي تنازلات جوهرية.
من جهة أخرى، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ردود الفعل المحتملة من الفلسطينيين والدول العربية الأخرى. فالتطبيع دون تحقيق تقدم حقيقي نحو السلام قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع وزيادة التوترات في المنطقة. إن غياب رؤية شاملة لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي قد يجعل من هذه الخطوة مجرد إجراء سياسي لا يحمل أي قيمة حقيقية.
علاوة على ذلك، فإن التحالفات الجديدة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل خريطة التحالفات الإقليمية. فالسعودية وإسرائيل يمكن أن تشكلا جبهة موحدة ضد إيران، لكن هذا التعاون قد يثير قلق دول أخرى مثل تركيا وقطر التي لها مصالح مختلفة في المنطقة.
إن نجاح أو فشل جهود التطبيع يعتمد بشكل كبير على قدرة ترامب على إدارة هذه الديناميكيات المعقدة. إذا تمكنت إدارته من تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات بين الأطراف المعنية، فقد يكون لذلك تأثير إيجابي على الاستقرار الإقليمي.
في الختام، يبقى التطبيع السعودي-الإسرائيلي قضية محورية تتطلب دقة وحذرًا شديدين. إن أي خطوات غير محسوبة قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتزيد من تعقيد المشهد السياسي في الشرق الأوسط. لذا فإن الرهان الآن هو على قدرة القادة الجدد على تجاوز العقبات وتحقيق السلام المنشود.
أضيف بتاريخ :2025/01/15