التقارير

#تقرير_خاص: أسماء الميادين في السعودية: بين التاريخ والسلطة


عبدالله القصاب

في خطوة تعكس التوجهات السياسية والاجتماعية في المملكة العربية السعودية، أُعلن مؤخرًا عن تغيير أسماء 15 ميدانًا رئيسيًا في العاصمة الرياض لتصبح بأسماء ملوك وشخصيات من أسرة آل سعود. تأتي هذه الخطوة تزامنًا مع احتفالات "يوم التأسيس"، مما يثير تساؤلات حول دلالات هذا القرار وأثره على الهوية الوطنية.

تاريخيًا، تحمل أسماء الشوارع والساحات معاني عميقة تعكس ثقافة الشعوب وتاريخها. لكن في السعودية، يبدو أن الأسماء أصبحت محصورة في عائلة واحدة، مما يثير قلق الكثيرين حول غياب التنوع الثقافي والتاريخي. إن تجاهل تاريخ المنطقة الغني بالقبائل والأحداث البارزة لصالح تكريس أسماء آل سعود يعكس رؤية ضيقة للهوية الوطنية.

من جهة أخرى، يعبر بعض المواطنين عن استيائهم من هذا القرار، حيث يرون فيه تجسيدًا للنرجسية وعقدة العظمة التي تجعل البلاد تبدو ككيان ممسوخ تحت وطأة السلطة. إن استخدام أسماء الميادين كوسيلة لتعزيز صورة الأسرة الحاكمة قد يؤدي إلى شعور بالانفصال بين الشعب وقيادته.

كما أن التعليقات الساخرة التي صدرت عن بعض المواطنين تشير إلى حالة من الإحباط العام. فعبارات مثل "الشعب في ميدان الطاعة" و"ميدان الضريبة" تعكس شعورًا بعدم الرضا عن الوضع الراهن، وتظهر كيف يمكن أن تؤدي السياسات الرمزية إلى ردود فعل سلبية من قبل المجتمع.

إن تغيير الأسماء بهذه الطريقة لا يعكس فقط رغبة في تعزيز الهوية الملكية، بل يمكن أن يُنظر إليه أيضًا كوسيلة لإعادة تشكيل الذاكرة الجماعية للشعب السعودي. فبدلاً من الاحتفاء بالتنوع الثقافي والتاريخي للبلاد، يتم التركيز على شخصيات معينة قد لا تمثل جميع فئات المجتمع.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل ستستمر هذه السياسات في تعزيز الانقسام بين الحكومة والشعب؟ أم ستؤدي إلى حوار أعمق حول الهوية الوطنية وكيفية تمثيلها بشكل أكثر شمولاً؟

ختامًا، إن الأسماء ليست مجرد لافتات تُعلق على الجدران؛ بل هي رموز تحمل معاني ودلالات عميقة. لذا يجب على صناع القرار التفكير مليًا قبل اتخاذ خطوات قد تؤثر سلبًا على الذاكرة الجماعية للشعب السعودي وتاريخه الغني.

أضيف بتاريخ :2025/02/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد