التقارير

#تقرير_خاص: العبرة من طرد زيلينسكي: هل حان الوقت لمراجعة العلاقات مع الغرب؟

عبدالله القصاب

في عالم السياسة الدولية، تتغير التحالفات بسرعة، وقد تكون الأحداث الأخيرة التي شهدها البيت الأبيض مثالاً صارخاً على ذلك. طرد الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من البيت الأبيض يثير تساؤلات جدية حول مدى موثوقية الحلفاء الغربيين، وخاصة بالنسبة للدول العربية.

تعتبر السعودية واحدة من أبرز الحلفاء للولايات المتحدة في المنطقة، وقد استثمرت بشكل كبير في الاقتصاد الأمريكي. ومع ذلك، فإن ما حدث مع زيلينسكي يطرح تساؤلات مشروعة حول الضمانات التي تضمن سلامة هذه الاستثمارات. إذا كانت الولايات المتحدة قادرة على التخلي عن حليفها الأوكراني بهذه السهولة، فما الذي يمنعها من فعل الشيء نفسه مع حلفائها العرب؟

إن التاريخ مليء بالأمثلة التي تظهر كيف يمكن أن تتغير المصالح السياسية بين الدول. فالعلاقات الدولية ليست ثابتة، بل هي ديناميكية تعتمد على المصالح المتغيرة. لذا، فإن الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة كحليف قد يكون مخاطرة كبيرة.

يجب أن تدرك الدول العربية أن الولايات المتحدة قد تتخلى عنهم في أي لحظة إذا رأت أن مصالحها تتطلب ذلك. وهذا يتطلب منها إعادة تقييم استراتيجياتها السياسية والاقتصادية. بدلاً من الاعتماد على قوة خارجية لحماية مصالحهم، يجب على الدول العربية تعزيز التعاون فيما بينها وبناء تحالفات جديدة.

من المهم أيضاً أن تستثمر الدول العربية في تنمية اقتصاداتها وتعزيز استقلاليتها الاقتصادية. فكلما كانت هذه الدول أقل اعتمادًا على القوى الخارجية، كلما زادت قدرتها على حماية مصالحها الوطنية.

علاوة على ذلك، يجب أن تكون هناك دعوة للتفكير النقدي حول كيفية بناء علاقات أكثر توازنًا مع القوى الكبرى. بدلاً من الانصياع الكامل لمطالب الغرب، ينبغي للدول العربية أن تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة وأن تكون لها صوت مستقل في الساحة الدولية.

في النهاية، إن ما حدث مع زيلينسكي هو تذكير بأن السياسة ليست مجرد تحالفات ثابتة بل هي لعبة معقدة من المصالح المتبادلة. وعلى الدول العربية أن تأخذ العبرة وتعيد النظر في استراتيجياتها لضمان مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا لشعوبها.

أضيف بتاريخ :2025/03/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد