التقارير

#تقرير_خاص: يوم المرأة العالمي في السعودية: احتفال أم تلميع للواجهة؟

عبدالله القصاب

في كل عام، يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي، حيث تُسلط الأضواء على إنجازات النساء وتُناقش التحديات التي يواجهنها. لكن في السعودية، يبدو أن هذا اليوم يتحول إلى مناسبة لتلميع صورة النظام بدلاً من معالجة القضايا الحقيقية التي تعاني منها النساء. بينما تُروج السلطات لصورة متقدمة عن حقوق المرأة، يكشف الواقع عن تناقضات صارخة.

تظهر أسماء مثل أسراء الغمغام ومها الحويطي وفاطمة الشوارب ونورة القحطاني كرموز للمعاناة التي تعيشها العديد من النساء في ظل النظام السعودي. هؤلاء النسوة لم يكن مجرد أرقام في إحصائيات الاعتقال، بل يمثلن قصصًا مؤلمة من القمع والاعتقال التعسفي والملاحقة القضائية. إن اعتقالهن يعكس واقعًا مريرًا يتعارض مع الصورة الوردية التي تحاول الحكومة تسويقها.

تستخدم السلطات السعودية المرأة كأداة لتحسين صورتها على الساحة الدولية. يتم تنظيم ندوات ومؤتمرات تُظهر النساء كعناصر فاعلة، ولكن هذه الفعاليات لا تعكس الواقع المؤلم الذي تعيشه الكثيرات خلف الأبواب المغلقة. فبينما يُحتفى بالنساء في المناسبات العامة، يُحرم العديد منهن من أبسط حقوقهن الأساسية.

إن الاحتفال بيوم المرأة في السعودية يعكس ازدواجية صارخة بين الخطاب الرسمي والواقع المعيش. بينما تتحدث الحكومة عن تمكين المرأة وتعزيز حقوقها، تستمر الانتهاكات بشكل يومي. كيف يمكن أن نصدق هذه الوعود بينما نرى نساءً مثل سلمى الشهاب ولجين الهذلول يتعرضن للاعتقال والتعذيب لمجرد المطالبة بحقوقهن؟

تطرح هذه التناقضات تساؤلات حقيقية حول مصداقية هذه المناسبات التي تُستخدم فقط لتلميع الوجه الخارجي للنظام. هل يمكن اعتبار الاحتفالات بيوم المرأة العالمي فعالة إذا كانت لا تؤدي إلى تغييرات حقيقية على الأرض؟ أم أنها مجرد وسيلة للتغطية على الانتهاكات المستمرة؟

من المهم أن نتذكر أن حقوق المرأة ليست مجرد شعارات تُرفع في المناسبات الرسمية، بل هي قضايا تتطلب التزامًا حقيقيًا وإجراءات ملموسة. يجب أن تكون هناك خطوات عملية لضمان حرية النساء وحقوقهن الأساسية دون خوف من الاعتقال أو الانتقام.

إن المجتمع الدولي مطالب بمراقبة الوضع عن كثب وعدم الانخداع بالصورة الوردية التي تروج لها السلطات السعودية. يجب أن يكون هناك ضغط مستمر للمطالبة بالإفراج عن المعتقلات وتحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات.

في النهاية، يبقى السؤال: هل ستستمر الاحتفالات بيوم المرأة العالمي كوسيلة لتجميل الصورة أم ستتحول إلى منصة حقيقية للمطالبة بالتغيير؟ إن الوقت قد حان لنقف مع النساء السعوديات ونطالب بحقوقهن بشكل جاد وفعّال.

أضيف بتاريخ :2025/03/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد