#تقرير_خاص: الخليج والعدوان الأميركي على اليمن: شراكة استراتيجية أم تواطؤ مرفوض؟

عبدالله القصاب
تتزايد الأضواء المسلطة على دور دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، في العدوان الأميركي على اليمن، حيث يبدو أن هذه الدول تتبنى موقفًا احتفائيًا تجاه العمليات العسكرية الأميركية. هذا التوجه يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين هذه الدول والولايات المتحدة، ومدى تأثير ذلك على الوضع الإنساني المتدهور في اليمن.
منذ بداية العدوان السعودي على اليمن في عام 2015، كانت الرياض تسعى إلى منع سيطرة الحوثيين على عدن، معتبرةً أن استهدافهم ضرورة استراتيجية. ومع تصاعد العمليات العسكرية الأميركية مؤخرًا، يبدو أن السعودية والإمارات قد وجدت في هذا التصعيد فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي. إن التغطية الإعلامية المكثفة التي خصصتها وسائل الإعلام الخليجية للعدوان تعكس رغبة واضحة في دعم العمليات العسكرية الأميركية.
تعتبر الإمارات أيضًا أن الحوثيين يشكلون تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، مما يزيد من اهتمامها بأي تحرك عسكري ضدهم. هذا التعاون العسكري بين الولايات المتحدة ودول الخليج يطرح تساؤلات حول مدى استقلالية هذه الدول في اتخاذ قراراتها السيادية.
إن استخدام القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة لتنفيذ الغارات على اليمن يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن ودول الخليج. ولكن هل يمكن اعتبار هذا التعاون مبررًا أمام الانتهاكات الإنسانية التي يتعرض لها الشعب اليمني؟ إن التقارير عن الضحايا المدنيين والمعاناة الإنسانية الناتجة عن هذه العمليات تضع علامات استفهام كبيرة حول أخلاقيات هذا التحالف.
علاوة على ذلك، فإن استمرار العمليات العسكرية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، حيث يعاني الملايين من الجوع والمرض. إن تجاهل هذه الحقائق من قبل دول الخليج قد ينعكس سلبًا على صورتها الدولية ويزيد من الانتقادات الموجهة إليها.
في الوقت الذي تتبنى فيه وسائل الإعلام الخليجية موقفًا داعمًا للعدوان الأميركي، يجب أن نتساءل: هل هناك بديل لهذا النهج؟ هل يمكن لدول الخليج أن تلعب دور الوسيط لتحقيق السلام بدلاً من دعم التصعيد العسكري؟ إن البحث عن حلول سلمية هو الخيار الأكثر حكمة لمستقبل المنطقة.
في الختام، يجب أن تكون هناك مراجعة جادة للعلاقات بين دول الخليج والولايات المتحدة فيما يتعلق بالعدوان على اليمن. فالتعاون العسكري يجب ألا يأتي على حساب حقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية. إن الوقت قد حان لتغيير المسار نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بدلًا من الاستمرار في دوامة العنف والصراع.
أضيف بتاريخ :2025/03/19