#تقرير_خاص: السعودية على أعتاب التاريخ: هل حان وقت التطبيع مع إسرائيل؟

عبدالله القصاب
في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة، يبدو أن مسألة تطبيع العلاقات بين الكيان الإسرائيلي وعدد من الدول العربية لم تعد مجرد احتمال، بل أصبحت قضية وقت فقط. فزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج قبل نحو شهرين أظهرت تقدماً ملموساً في هذا الاتجاه، مع تأكيدات على أن توقيع اتفاقات تطبيع قد يكون قريباً جداً.
المقال المنشور في صحيفة “إسرائيل اليوم” يسلط الضوء على الدور الحاسم الذي تلعبه السعودية في هذا المسار، حيث يُنظر إليها كعنصر رئيسي في رسم ملامح المشهد الإقليمي الجديد. فالسعودية، التي تعتبر قلب العالم الإسلامي، تتجه نحو تعزيز علاقاتها مع إسرائيل بشكل غير رسمي منذ سنوات، والآن يبدو أن هناك رغبة واضحة لدى الطرفين في الانتقال إلى مرحلة رسمية من العلاقات الدبلوماسية.
ما يعزز هذا الاتجاه هو التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال زيارة ترامب والخطوات التي تلتها، حيث تشير المصادر إلى أن الاتفاقات جاهزة تقريباً للتوقيع، مع وجود عقبة واحدة تتمثل في الحرب المستمرة على غزة. إذ يركز ترامب على إنهاء هذه الحرب لتسهيل عملية التطبيع وتوقيع الاتفاقات النهائية بشكل سلس.
من اللافت أن دولاً مجاورة لفلسطين المحتلة مثل سوريا ولبنان والعراق باتت أيضاً ضمن دائرة الاهتمام، حيث تتجه الأنظار نحو تفاهمات محتملة مع هذه الدول لتعزيز الاستقرار الإقليمي وتسهيل عملية التطبيع الشاملة. وفي هذا السياق، يلعب النظام السوري دوراً متغيراً؛ إذ يبدو أنه أكثر انخراطًا في مسار التطبيع بعد ربط مصيره بشكل وثيق مع دول الخليج مثل السعودية وقطر والإمارات التي تؤيد هذا المسار.
وفيما يتعلق بسوريا، فإن اللقاء الذي جمع الجولاني مع ترامب في السعودية يفتح باباً لمفاوضات متقدمة بين إسرائيل وسوريا، وهو ما يعكس تغيرات جذرية في مواقف الأطراف المعنية. ويبدو أن مصلحة الجولاني الشخصية والسياسية تتلاقى مع رغبة النظام السوري في تحسين صورته الدولية والتخلص من إرثه المرتبط بالتنظيمات الإرهابية عبر تقديم نفسه كشخصية معتدلة ومتجاوبة مع مطالب المجتمع الدولي ودول الخليج.
أما بالنسبة لإسرائيل، فإن معظم تفاصيل الاتفاقات أصبحت جاهزة تقريبًا، وما ينقص هو فقط إشارة سياسية نهائية لبدء التنفيذ الفعلي. ويُعتقد أن الحرب المستمرة على غزة تشكل العقبة الأخيرة أمام توقيع هذه الاتفاقيات؛ إذ يسعى الجميع لإنهاء الصراع هناك كخطوة أساسية لتهيئة الأجواء للتطبيع الكامل.
السعودية تلعب دورًا محوريًا في دفع المنطقة نحو هذا التحول التاريخي؛ ويبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتصدر جهود التحضير لزيارة مرتقبة لدمشق يجريها قريبًا، حيث يُتوقع أن يكون ملف التطبيع أحد أبرز محاور المباحثات بين الطرفين.
ختامًا، يمكن القول إن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من العلاقات الدبلوماسية والتفاهمات التي قد تغير موازين القوى فيها بشكل جذري. فالسعودية وإسرائيل قد تكونان على أعتاب تاريخ جديد من التعاون والتطبيع الذي طال انتظاره، لتنضم رسمياً لاتفاقيات أبراهام، لكن كيف سيكون رد فعل الشارع السعودي على هذه الخطوة التي ستتبعها بلاد الحرمين؟
أضيف بتاريخ :2025/07/01