التقارير

#تقرير_خاص: دعوة حزب الله للسعودية وتحذير من مشروع إسرائيل الكبرى: فرصة للسلام أو تصعيد للخلاف؟

عبدالله القصاب

في خطوة لافتة، وجه الحزب الله في لبنان دعوة إلى المملكة العربية السعودية لفتح صفحة جديدة من الحوار والتفاهم، معتبرًا أن ذلك يساهم في تعزيز الاستقرار والابتعاد عن الخلافات السابقة. تأتي هذه الدعوة في وقت تزداد فيه الضغوطات على لبنان، وبخاصة من القوى الدولية والإقليمية المعنية، وهو موقف يحمل إشارات أمل بوجود نية حقيقية لتخفيف التوترات.

من المهم أن نُدرك أن حزب الله يرى في الحوار مع السعودية وسيلة لتجاوز العقبات السابقة، وتوحيد الرؤى حول قضايا المنطقة، خصوصًا وأن الحزب يصر على أن سلاح المقاومة موجه ضد العدو الإسرائيلي، وليس ضد لبنان أو دول الخليج. هذا التصريح يعكس رغبة في تفريق الخيط بين المقاومة كوسيلة دفاعية، والسياسات الإقليمية التي قد تتداخل في ملفات متعددة.

وفي ذات السياق، حذر الحزب من مخاطر مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي يرى أنه يهدد المنطقة بكاملها، فليس لبنان وحده من يقع على خط النار، وإنما يمتد إلى فلسطين، والأردن، وسوريا، والعراق، وصولًا إلى دول الخليج. ويؤكد قاسم أن كل هذا يشكل تهديدًا مشتركًا، وأن مواجهة هذا المشروع تتطلب وحدة الصف والاتفاق على العدو الحقيقي والشريك في المقاومة.

وتتضح من تصريحات قاسم أن الصراع الحقيقي لا يقتصر على معركة عسكرية، وإنما يمتد ليشمل الجبهة السياسية والاستراتيجية، حيث يُعتبر الضغط على مقاومة حزب الله بمثابة استهداف لكل مقاومات حقها في الدفاع عن وجودها، وهو موقف يعبر عن إدراك عميق للأدوار الإقليمية والدولية التي تتداخل في المنطقة.

كما أن تصعيد إسرائيل لمهاجمة المقاومة والأنظمة والشعوب، حسب ما ذكره قاسم، يعكس رغبة في تصدير المشكلات والصراعات إلى مناطق أخرى، وهو ما يدعو إلى التكاتف العربي والإقليمي لمواجهة هذا الطموح الإسرائيلي الذي يهدد كل من فلسطين، ولبنان، والأردن، ومصر، وسوريا، واليمن، وإيران.

لكن، ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر حول جدية نوايا السعودية في فتح صفحة جديدة مع حزب الله، خاصة وأن المنطقة انتقلت إلى مرحلة استثنائية، تتطلب وعيا حقيقيا ومرونة في التعامل، بعيدًا عن التملص من المسؤوليات أو دعم السياسات التي تزيد من التوترات.

وفي النهاية، يتضح أن دعوة حزب الله ليست مجرد خطوة سياسية، وإنما دعوة للتفكير في مستقبل المنطقة، والتأكيد على أن التعاون والحوار، خاصة بين الإخوة العرب، هو الطريق الأمثل لمواجهة التحديات الكبرى، وعلى رأسها المشروع الإسرائيلي الاستيطاني التوسعي والمخاطر الأمنية والإقليمية التي تهدد الجميع.

وفي ظل الأجواء الحالية، يبقى الأمل قائماً في أن تكون هناك نوايا صادقة لفتح صفحة جديدة، تُبنى على الثقة والحوار، وليس على التصعيد والتوتر، وذلك لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا لمنطقة تعيش على وقع التحديات الكبرى التي تتطلب الوحدة والتفاهم.

أضيف بتاريخ :2025/09/23

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد