#تقرير_خاص: هل تتجه غزة نحو نهاية الحرب؟ قراءة في موقف حماس وإشارات السلام المحتملة

علي الزنادي
في ظل تضارب الأنباء وتغير المعطيات الميدانية، يبقى السؤال الأهم هل تتجه الحرب في غزة نحو نهايتها؟ حركة المقاومة الإسلامية حماس أصدرت بيانًا رسميًا يحمل العديد من المؤشرات التي تباينت بين إعلانها عن موقف مسؤول، وإشارات من الممكن أن تقود إلى تهدئة محتملة أو تطبيع لجهود السلام.
حماس، بعد إجراء مشاورات معمقة مع قياداتها، وفصائل فلسطينية، بالإضافة إلى الوسطاء والأصدقاء، أبدت موقفًا واضحًا يعكس مسؤوليتها الكبيرة في إدارة الأزمة الحالية. فالبيان يظهر أن الحركة لم تتخذ قرارًا من تلقاء نفسها، وإنما استندت إلى دراسة مستفيضة استعرضت فيها كل الخيارات المتاحة والمخاطر المحتملة.
من الواضح أن حماس تقدر الجهود الدولية والعربية والإسلامية، وتستنكر بشدة الاحتلال وتهجير الشعب الفلسطيني، مؤكدة على ضرورة وقف الحرب وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري. إن هذا الموقف يعكس رغبة حماس في تخفيف المعاناة، والتوجه نحو حلول سياسية عبر التصعيد العسكري الذي أودى بحياة المئات، وزاد من معاناة السكان المدنيين.
الأهم في بيان الحركة هو موافقتها على مبادرة التبادل عبر الإفراج عن جميع الأسرى، أحياءً وجثامين، وفقًا لمقترح ترامب، مع التأكيد على توفير الظروف الميدانية لتنفيذ ذلك. هذه الخطوة قد تشكل بداية لاتفاقات تهدئة طويلة الأمد، إذا توفرت النوايا الحسنة من الطرفين.
وفي إطار الحلول المقترحة، جددت حماس تأييدها لتسليم إدارة القطاع لهيئة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، تعتمد على التوافق الوطني والدعم العربي والإسلامي. خطوة كهذه قد تساهم في إعادة بناء بنية الحكم في غزة، وتحقيق استقرار مؤسسي يساهم في الحفاظ على مصالح السكان.
هل يعكس هذا البيان نهاية للحرب، أم مجرد محاولة للتمهيد لوقف مؤقت؟ الألوم يرجح أن القضية لا تزال معقدة، وتتطلب مزيدًا من الجهود والضمانات لإنجاح أي تفاهمات. فالفصائل الفلسطينية تبقى على موقفها من ضرورة إنهاء الاحتلال، وعملية السلام التي تتطلب دعمًا دوليًا حقيقيًا وإرادة فلسطينية موحدة.
وفي النهاية، تبقى أنظار الجميع معلقة على مدى رغبة الأطراف المختلفة في التوصل إلى حلول توافقية، بعد أن خلفت الحرب أضرارًا بشرية ومادية فادحة. فهل ستُنجح المبادرات الدبلوماسية الحالية في كسر دائرة العنف، وتحقيق خطوة نحو استقرار دائم؟ الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن أي مسار نحو السلام يحتاج إلى نية صادقة، وإرادة سياسية موحدة، لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وتوفير حياة كريمة لأبنائه في غزة.
أضيف بتاريخ :2025/10/04