التقارير

#تقرير_خاص: حجٌّ على أعتاب السياسة: حين تتحول الشعائر الدينية إلى أدوات دعائية للنظام السعودي

عبدالله القصاب

في ظل التحديات الحقوقية التي تلاحق السلطات السعودية، يأتي اتهام مرصد انتهاكات الحج والعمرة بأن الحرمين الشريفين لم تعد مجرد أماكن لعبادة الله، بل أضحىتا أدوات لتجميل الصورة أمام المجتمع الدولي، وانحرافا عن دوره الديني الحقيقي. هذا التصعيد يأتي متزامنا مع تصعيد منظمات حقوقية دولية ومحلية تثير قضايا التضييق والمنع والاعتقالات، مُعبرة عن قلقها العميق من استغلال المقدسات لأغراض سياسية وتسويقية.

تشير التقارير إلى أن الإجراءات القمعية تشمل منع ومعاقبة الحجاج والمعتمرين، وهو أمر يبرز انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان وحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية. إذ تعتبر حرية أداء الحج والعمرة من الحقوق الأساسية التي كفلتها الشرائع السماوية والمواثيق الدولية، إلا أن السلطات السعودية استغلت هذه المقدسات لتوجيه رسالة سياسية داخلية وخارجية، عبر تضييقها على من يخالف أو يعارض سياساتها.

لا يخفى أن الاعتقالات التعسفية التي طالت العديد من الأفراد، خاصة من الحجاج والمعتمرين، تعكس قمعًا غير مقبول لحق التعبير والمشاركة الدينية. هذه السياسات لا تضر فقط بالمشاعر الدينية للمسلمين حول العالم، بل تُهدد أيضًا سمعة السعودية كمهد للحرمين الشريفين وأرض للسلام والتسامح الديني.

ممارسة السلطات السعودية لهذا الأسلوب من التضييق والخنق السياسي دفع الكثيرين إلى التساؤل عن مصداقية الادعاءات الرسمية التي تروّج لمظاهر التطور والانفتاح، إذ يظهر أن هناك محاولات لتعميق الفجوة بين الصورة الخارجية والواقع الداخلي، مع تحويل شعائر الحج والعمرة إلى أدوات دعائية تخدم أجندات سياسية داخلية وخارجية.

في إطار ذلك، فإن تحويل مناسك الحج والعمرة من شعائر دينية خالصة إلى أدوات للترويج السياسي يضر بمكانة السعودية كمهد للإسلام ويُشوه الصورة التي تتطلع إليها الأوساط الدينية العالمية. فالمشاعر المقدسة يفترض أن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية، وأن تظل منارة للعبادة والتوحيد، لا ساحة لصراع النفوذ أو تحسين السمعة.

من المهم أن تدرك القيادة السعودية أن استغلال هذه الشعائر الدينية لأغراض دعائية أو سياسية قد يؤدي إلى تآكل الثقة العالمية في نواياها، ويُضعف مكانتها كحامية للحرمين الشريفين، خاصة في ظل التحديات الحقوقية والانتقادات الدولية المرتفعة.

على المجتمع الدولي أن يراقب بشكل أدق السياسات التي تتخذها السعودية في إدارة شؤون الحج والعمرة، وأن يطالب بإنهاء السياسات القمعية التي تعيق أداء الشعائر بحرية وكرامة. فالحرمين الشريفين ملكٌ لكل مسلم، ويجب أن يحظيا برعاية تتركز على الخشوع والإيمان، لا على السياسة والتسويق.

وفي النهاية، فإن على النظام السعودي أن يدرك أن استغلال المقدسات الإسلامية للمصالح السياسية يُعد خطوة خطيرة قد تضر بمكانتها الدينية والتاريخية، وتنذر بتدهور صورتها أمام العالم الإسلامي والعالم بأسره. إذ لا سبيل لتحقيق الاحترام العالمي إلا عبر احترام الحقوق الدينية والإنسانية، وترك الحج والعمرة في إطارها الديني الطاهر.

أضيف بتاريخ :2025/12/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

فيسبوك

تويتر

استبيان