كل مسافر وسيره معه!!
محمد السحيمي ..
ما إن وقعت مشكلة تكدس العفش، في مطار الملك خالد بالرياض؛ حتى طار الكتاب في العجَّة، وطيروا معهم هيئة الطيران المدني؛ لتلقي بالمسؤولية على (خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية)، الحاصلة على المركز الثاني (عالميًا) في الالتزام بالمواعيد (2014)! والتي طارت معهم أيضًا ورمت المسؤولية على (مقاولًا) ـ نعم بالنصب والاحتيال إلى أن (ينخفض) الفساد ـ لم يدهن (السير)!!!
وكعادتنا في كل مشكلة فإننا نحمل المسؤولية كل المسؤولين المفترضين والمتخيلين، ونعمى عن المسؤول الحقيقي الأول والأخير و(النص نص)؛ وهو دائمًا وأبدًا الـ(موااااطٍ)، الذي ما زالت (ثقافته) السياحية متخلفة، وما زال إحساسه بقيمة الوقت متبلدًا؛ فلا يقرر السفر إلا في اللحظات الحرجة، ما يربك أي (سير) في العالم!
وخطأ تحديد المسؤول الفعلي لا بد أن يؤدي إلى التخبط في اقتراح الحلول من غير أهلها، ولو كان لدى هيئة الطيران، وخطوط النسخ والرقعة (سنع) لما بخلوا به كل هذه السنين! ولو كانوا يستطيعون ابتكار حلول لتكرموا بها فورًا؛ إمعانًا في تدليع المسافرين، رغم عدم مسؤوليتهم عن السيور وغيرها من (سقط المتاع)! فهم مشغولون دائمًا بما هو أهم؛ كوزارة (التعليم) المشغولة بما هو أهم من رياضة البنات!!
فلنتركهم يركزون في العظائم، ولنقترح حلولًا سريعة لهذه المشكلة التافهة كهمومنا المزمنة من سكن، وبطالة، ومخدرات، وتأمينات، وكل ما هو آت آت، وفْ ذيله سبع لفات!
ولكن لنعترف أولًا بالمسؤولية التي أبت أن تحملها هيئة الطيران، وأشفقت منها الخطوط الثانية عالميًا!
وهو اعتراف سيشعرك بالإيجابية، والتفاؤل، والحب، والمشي على الجمر! وهل يصعب عليك بعد الجمر أن تحمل عفشك وتمشي على سير معطَّل إلى باب الطيارة؟
وماذا لو أن كل (مواااطٍ) جاء بسيره الكهربائي، الذي اشتراه مع بداية رمضان؛ ليخفف كرشه، وشبكه مع كرش.. عفوًا مع سير رفيقه، حتى نصنع قاطرة من السيور إلى باب الطيارة؟!
ولكن يجب أن يحمل كل (مواااطٍ) سيره مع العفش؛ ليس لأن منظر قطار السيور غير حضاري في مطار عالمي، ولكن خشية أن تعجب الفكرة المسؤولين في هيئة الطيران؛ فيرسوها بمليارات الريالات على مقاولي السيور من جديد؛ ثم أعاننا الله على قروض معجَّلةٍ جديدة!!
أما (خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية) فعليها توفير خدمة (السير قبل المقعد VIP)!!!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/07/05