أئمة لا يدعون على «داعش»!
محمد العصيمي ..
في الأردن، قبل يومين، كشف وزير الأوقاف وائل عربيات أنه سيتم تطبيق عقوبات مشددة على نحو 200 من أئمة المساجد تصل إلى الفصل من الإمامة لرفضهم إقامة صلاة الغائب على أرواح سبعة من شهداء الجيش الأردني سقطوا في عملية انتحارية نفذتها عناصر «داعش» في مقر للجيش في منطقة الركبان على الحدود الأردنية السورية. وفي بعض المساجد، في طول البلدان العربية وعرضها، تجد من يدعو لتنظيم داعش ولا يدعو عليه، حتى لو وصل إجرامه إلى حدود المسجد النبوي في المدينة المنورة. هذا يعني حتما أن هناك خللا في الفكر الديني لدى هؤلاء الذين يرفضون، أيضا، أن يكفروا الداعشيين ويكتفون بوصفهم بـ«إخواننا الذين بغوا علينا!!».
في موقع إسلام ويب ورد في ضوابط التكفير قول المفتي: «لكن لو استحل القتل كان كافرا، وهكذا لو استحل الزنا، أو شرب الخمر أو غير ذلك من المحرمات المجمع عليها». والآن دعونا نناقش استحلال الداعشي للقتل من عدم ذلك وبالتالي كفره أو عدم كفره. شخص يربط على جسده حزاما متفجرا ينسف جبلا ثم يأتي لمسجد أو مركز أمني أو تجمع سكاني مكتظ بالبشر وبضغطة على حزامه يقتل نفسه ويقتل كل من في محيط ذلك الانفجار، فهل هو مستحل للقتل أم جاء ليلعب لعبة صبيان على الفيديو؟!!. لا يستطيع إنسان، مهما بلغ من موهبة اللف والدوران ومهما أوتي من معسول الكلام والبيان أن يقنعنا بأن الداعشيين المستحلين للقتل والمتربصين بالآمنين ليسوا كفارا، بل إن كفرهم بواح يتعدى بوحه ووضوحه كفر من استقرت الآراء الفقهية على خروجه من الملة.
لذلك ربما يجد المبررون للداعشيين، أو المعتذرون لتصرفاتهم أو من يخجلون في إدانتهم ومن يرفضون أن يؤدوا صلاة الغائب على ضحاياهم، شيئا آخر غير بقاء إيمانهم؛ لكي نفهم موقفهم من هؤلاء المجرمين القتلة والكفرة الذين يهزون الآن أركان الأمن والسلم في بلدانهم ويشعلون نيرانهم في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. علينا كمؤسسات رسمية ومدنية واجتماعية أن نستبطن الشر الكامن في نفوس الداعشيين المستترين الذين يمصمصون شفاههم كلما حدثت جريمة داعشية ويلوذون إلى تبريرات سمجة لينقذوا الداعشي من مغبة الكفر التي لا يتوانون عن إلصاقها ببساطة بأبرياء لمجرد أنهم يعتنقون أفكارا غير أفكارهم ويقولون كلاما غير كلامهم.
نحن إزاء خطب جلل وظلام مدلهم ترتكبه صنائع بشرية كافرة بدينها ورسولها وأمتها وأوطانها، وهي تستغل وتوظف لإرعابنا ونزع أرواح جنودنا ومواطنينا، وإذا لم يتحمل الخطاب الديني مسؤوليته الواضحة والجازمة في توصيف هذه الصنائع توصيفا صحيحا ومباشرا، دون مواربة من أي نوع، فإننا موعودون بمزيد من الشر ومزيد من الكفر الذي لا يسمى باسمه!!.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/07/06