أميركا أمامها فرصة لتحقيق السلام
د. جيمس زغبي ..
في اجتماع صياغة البرنامج السياسي للحزب الديموقراطي، قدّمتُ للجنة الصياغة، التعديل الذي اقترحه بيرني ساندرز على الجانب الذي يتناول الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني ويدعو إلى إنهاء الاحتلال وإزالة المستوطنات.
وتحدثت رئيسة المؤتمر القومي للحزب ويسرمان شولتز عن ضرورة ان «نضع أنفسنا مكان الآخر». وهذا بالضبط ما حاولنا أن نفعله في التعديل المقترح. فنحن ننظر إلى الصراع بعيون إسرائيلية ومن النادر أن نظرنا إليه بعيون فلسطينية. وكما أوضح السيناتور، هناك شعبان في هذا الصراع علينا أن نستمع لمطالبهما والإقرار باحتياجاتهما.
في حين أن البرنامج السياسي للحزب الديموقراطي يدعو إلى «حل الدولتين»، فإن مجرد الحديث عن الدولتين لا يشكل اعترافاً بحقيقة أن الفلسطينيين يعيشون تحت الاحتلال، وان الاستيطان يبتلع أرضهم، ويتعرض الفلسطينيون إلى الإهانة والإذلال اليوم على نقاط التفتيش يومياً، ويحرمهم الاحتلال من حرية التنقل والعمل، وهذا هو الوضع في الضفة الغربية والقدس.
وضع لا يحتمل
أما غزة، فهي قصة أخرى تماماً، حيث تصل نسبة البطالة إلى 60 في المئة وترتفع أكثر في أوساط الشباب، الذين يحرمون من فرصة تكوين أسرة أو العيش حياة كريمة. وهكذا يصبح الموت خياراً مرغوباً أكثر من الحياة عند البعض منهم، لذلك ارتفعت معدلات الانتحار والأمراض العقلية وإدمان الأدوية في غزة. الوضع لا يُحتمل ويجب أن يتغيّر.
أن مراجعة للبرامج السياسية للحزب على مدى السنوات الماضية تُظهر أنها كانت منفصلة عن الحقيقة. فمثلاً، حين طالبنا عام 1988 بأن يتضمن البرنامج «اعترافاً متبادلاً وتسوية إقليمية وحق تقرير المصير للشعبين»، كانت ردة الفعل، وكأن السماء وقعت على الأرض، ولكنها لم تقع، وواصلنا مسيرتنا. ولم نعترف في برنامجنا السياسي للحزب بالدولة الفلسطينية إلا بعد أن ذكرها جورج بوش عام 2004.
والآن، لدينا فرصة لإرسال رسالة إلى العالم وإلى العرب والإسرائيليين والفلسطينيين، والى كل الأميركيين، أننا نسمع أنين الطرفين وأننا نخطط للتحرك من أجل تحقيق سلام حقيقي.
الاحتلال.. احتلال
وعلينا ألا نتردد في استخدام مصطلح احتلال. لقد استخدمه جورج بوش وأرئيل شارون وباراك أوباما. هناك احتلال وعلينا أن نقولها بوضوح في برامجنا وفي خطابنا السياسي على السواء.
وحينما أوصيت في كلمتي أمام المؤتمر القومي للحزب الديموقراطي بتبني هذا التعديل لأنه يبعث برسالة أمل إلى الفلسطينيين والى معسكر السلام في إسرائيل والى الشعب الأميركي، أننا سنتخذ موقفاً مختلفاً هذه المرة، وأننا سوف نتحرك لمساعدة الطرفين لتحقيق السلام، ردت عليّ الناطقة باسم حملة هيلاري كلينتون بأن إسرائيل دولة ديموقراطية متسامحة وأن بوسعها كيهودية «شاذة» أن تسير في شوارع تل أبيب ويدها بيد «زوجتها».
قلت لها، أن كان بإمكانك أن تفعلي ذلك، لا أستطيع المرور عبر مطار تل أبيب إلا بعد ساعات من المضايقات والاستجواب، فقط لأن أصولي عربية. هذا ما حدث معي كمواطن أميركي، فما بالك بالمواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون ظروفاً مريعة تحت الاحتلال، حيث التمييز العنصري. وعلينا أن نسمي الأشياء باسمائها. انه احتلال يهين الآخرين ويزدريهم مما يولّد الغضب واليأس ويقود إلى العنف.
كل ما نطالب به هو أن نقبل الحقائق كما هي، هناك إسرائيل تقبل بها الولايات المتحدة وتدعمها وتفعل كل شيء من أجلها، ولكن هناك أيضاً الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وأغرقته إسرائيل بالاستيطان، وعلينا الإقرار بمعاناة غزة.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/07/11