صالح الشيحي ..

اللقطة لم تكن طريفة فحسب، بل تتجاوز الأمر نحو تشخيص ظاهرة ملحوظة بشدة في مشهدنا الإداري، تتمحور حول الهدر، والتكلف الممقوت في بعض المناسبات الحكومية والاجتماعات واللقاءات والاستقبالات!

استوقفتني الصورة الفانتازية.. حفل يرعاه مدير إحدى الجامعات السعودية -معاليه خريج جامعات أوروبية وأميركية- كمية العصيرات والمياه تزدحم في الصورة بشكل مزعج للعين! أردت التعليق عليها.. هذه فكرة لا يصح تجاوزها.. بدأت في عد علب الماء والعصير الموجودة على طاولة معاليه الخاصة..
أمامه 8 علب عصير و7 زجاجات ماء!
عن يمينه طاولة خاصة له أيضًا، عليها 6 علب عصير و3 زجاجات ماء!
عن يساره طاولة أخرى عليها 5 علب عصير و3 زجاجات ماء!
والمجموع النهائي 32 علبة ماء وعصير خاصة لمعاليه فقط!
أعلم أن التكلفة المادية لا تتجاوز 100 ريال.. لكن ثمن المعنى باهظ!
هذه التقاليد المتكلفة والمبالغات غير المفهومة في المناسبات الخاصة بمؤسسات الحكومة، تعكس صورة غير جيدة للمتلقي في الداخل والخارج..

حضرت مرة مناسبة رسمية.. من كثرة الورود التي وضعوها على المنصة بدأ الحفل وانتهى ولم أتمكن من رؤية وجه الضيف!

الأمر في كثير من الصور يتجاوز تحطيم البرستيج وتدمير الذوق العام، إلى زرع معاني غير جيدة كهدر المال العام والتبذير.

يقول الناس "السوالف تجر بعضها"؛ قبل أيام صدر تعميم يلزم وزراء الدولة ومسؤوليها بارتداء الزي الرسمي في الخارج، منعًا للاجتهادات، وحفاظا على المظهر العام للذين يمثلون الدولة في المناسبات الرسمية.. هذا ما أردده دومًا، القانون هو الضابط والمنظم لكثير من الظواهر غير الجيدة.. نحن بحاجة لتعميم رسمي ينظم المسألة.. ما الذي يمنع وضع دفتر خاص للمناسبات الرسمية وما يقدم وما يمنع خلالها، ويتم الالتزام به.. ومن أراد الاستعراض والبذخ فليفعل ذلك في منزله أو استراحته أو مزرعته، بعيدًا عن الغطاء الرسمي وصورة المؤسسة الرسمية.

صحيفة الوطن أون لاين