القمة العربية ومستوى الإحباط
إبراهيم محمد باداود ..
القمة العربية ومستوى الإحباط انطلقت بالأمس الإثنين أعمال القمة العادية السابعة والعشرين لجامعة الدول العربية وهي القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا منذ تأسيس الجامعة عام 1945م ، ويشارك في القمة 7 رؤساء فقط إضافة إلى 6 من رؤساء الحكومات ونواب الرؤساء فيما تمثَّلت باقي الدول العربية بوزراء خارجيتها مما يعطي مؤشراً عن حجم أهمية القمة ، وقد اعتذرت المغرب في وقت سابق عن استضافة هذه القمة مشيرة إلى أن انعقاد القمة العربية ليس غاية في حد ذاته وأن الظروف الموضوعية لاتتوفر لعقد قمة عربية ناجحة خصوصاً في ظل الانقسامات التي يعيشها العالم العربي والأزمات في كل من العراق واليمن وسوريا وفلسطين وكثرة المناورات والأجندات الإقليمية والدولية ومواصلة الاستيطان الإسرائيلي معتبرة أن البناء المشترك لمستقبل الدول العربية خير ضمان للاستقرار في مواجهة تنامي التطرف والإرهاب وتطلع بيان المغرب إلى عقد قمة للصحوة العربية وتجديد العمل العربي المشترك .
منذ تأسيس الجامعة العربية عام 1945 عقد القادة العرب 33 قمة، بينها 22 قمة عادية و9 قمم طارئة، إلى جانب قمة اقتصادية واحدة ،ومع كل قمة تعقد يرتفع سقف الآمال والتطلعات لدى الشعوب العربية ويتمنى العالم العربي أن تتحسن الأوضاع وأن نخرج من تلك القمم بقرارات وأفعال تساهم في وحدة الأمة العربية ولكن للأسف فإنه مع كل قمة تعقد تسير الأمور للأسوأ في عالمنا العربي ويزيد عدد القضايا الشائكة لأمتنا العربية ، وعلى الرغم من إعلان القائمين على تنظيم تلك القمم عن آمالهم وتطلعاتهم في أن تساهم هذه القمة في إيجاد مرحلة جديدة من المصالحة والعلاقات المشتركة الحالية في ظل الظروف الإقليمية الراهنة وأن تعمل على تأسيس تحالف عربي يقوم على التصدي للأزمات المختلفة إلا أننا نجد بأن الأوضاع تزداد سوءًا يوماً بعد يوم ومعدل السخط والإحباط واليأس لدى الشعوب العربية يرتفع باستمرار بنهاية كل قمة .
إن مطالبات الشعوب العربية كانت ولازالت تركز على العدالة الاجتماعية وخلق فرص العمل والحرية والكرامة والعمل الجاد لتحقيق نتائج اقتصادية ملموسة ولكننا نجد بأن السياسات الاقتصادية لم تتغير في العديد من الدول العربية وإن المؤشرات لازالت تتراجع والمشاكل الاجتماعية تتزايد والأوضاع تتدهور في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
هذه الأوضاع ساهمت في نزع الثقة من تلك القمم العربية وأدت إلى عدم اهتمام الشعوب العربية بانعقادها بل إنها ساهمت في اعتذار بعض الدول العربية عن تنظيمها لعدم جدواها مما يستدعي إعادة النظر ليس فقط في تنظيمها مستقبلاً بل وفي دور جامعة الدول العربية بشكل عام حتى لايتسبب في زيادة مستوى الإحباط لدى الشعوب العربية المحبطة .
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/07/26