المعلم قصير القامة!
محمد العصيمي ..
يبدو أن وزارة التعليم تريد أن تنخرط في صفوف (ماسحي السبورة)، فهي إلى الآن تفعل كل شيء إلا ما يريده الناس فعلا. وآخر أفعالها تلك الاشتراطات (العضوية) التي أعلنت عنها لتعيين المعلمين الجدد وأنها، كثر خيرها، ستقبل المعلمين قصار القامة ومن أصيبوا بتشوهات ناتجة عن حروق أو حوادث. طبعا الوزارة، التي لا يعبر وزيرها الآراء التي تكتب حولها، لم تقل لنا ماذا ستفعل في قصر قامة المناهج الدراسية عن طموحاتنا ونوعية مستقبل بلدنا.؟! وماذا ستفعل لتجعل مدارس البنين والبنات واحات آمنة فكريا وبعيدة عن أفكار التشدد والتزمت.؟! وماذا ستفعل، عاجلا وليس آجلا، للتخلص من الآفات التي تسمى مدارس مستأجرة.؟! وهل بوسع الوزير وأركان وزارته أن يخبرونا لماذا اهتموا سريعا بصحة المعلم وسيرته الأمنية والأخلاقية ولم يهتموا بنفس السرعة في إخبار الناس عن إستراتيجيتهم لإحداث نقلة في جهاز التعليم تبدله من حال متأخرة إلى حال متقدمة.؟!
من الجيد أن تبدو محترفا وتضع آليات لتعيين المعلمين الجدد؛ لكن الأجود أن يشفق علينا أهل الحل والعقد في الوزارة ويطمئنونا على ما لديهم من خطط حقيقية نهضوية تتماشى وتتماهى مع رؤية العام 2030. إلى الآن، وبصراحة تامة، لا يعرف الناس ما لدى وزارة التعليم من نوايا أو خطط التطوير. ولايسمعون من مسؤوليها سوى الديباجات التقليدية التي تذهب وتجيء حول المعلم والتعيينات وتعاطي المخدرات وطول القامات وقصرها.!! وبصراحة، أيضا، أسحب استبشاري بقدوم الدكتور أحمد العيسى إلى الوزارة إلى أن يقنعنا بأنه يعمل بجد لتطوير المنظومة التعليمية من ألفها إلى يائها بدون انتقائيات أو عمليات هروب من الاستحقاقات التي انتظرت وانتظر غيري أن تكون على رأس أولوياته.
ليس صحيحا ولا مقبولا أن يعمل الوزير وتعمل الوزارة بمعزل عن هموم الناس الحقيقية تجاه تعليم ومستقبل أبنائهم وبناتهم؛ وأن تطعمهم كل يوم خبزا بائسا لا يقدم ولا يؤخر فيما يتمنونه ويطمحون إليه. ومرة أخرى، بعد مرات سابقة، لتفعل الوزارة، ضمن المنطق، ما تشاء مع المعلمين وتعييناتهم وقاماتهم، لكن، أيضا، لتفعل أشياء أخرى ما زالت مؤجلة أو غير واردة في ذهنها. ولست بحاجة لأن أخبر الدكتور الوزير، وهو صاحب الكتب والنظريات الكبرى في هذا المجال، ماذا يعني التعليم المتقدم والآخذ بمتطلبات عصرنا للدول والمجتمعات. هو يعرف اليابان وكوريا وسنغافورة وماليزيا أكثر مما أعرفها، فإذا كان لديه شيء من قبيل التعليم وضروراته واشتراطاته في هذه الدول فليرنا إياه أو فليخبرنا بأنه ليس بالإمكان أكثر مما هو كائن.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/07/27