عبدالله المزهر ..

تقول الأخبار الواردة من طرف بعيد إن الفئران تتكاثر بشكل يثير الدهشة والإعجاب في قسم «التوليد» في مستشفى أبوعريش. وأبوعريش اسم لمكان جميل على الخارطة السعودية، يناله بعض «البرد» أحيانا مثل أي طرف بعيد عن القلب والعين.

والجميل في هذا الخبر القبيح هو نجاعة قسم التوليد، وقدرته على العمل بفاعلية وكفاءة، لكن المشكلة الوحيدة أن هذه القدرات كانت في الاتجاه الخطأ، فكان المستفيد منها هي فئران المستشفى التي توالدت في المكان الصحيح المخصص للولادة والإنجاب.

ويقول المختصون في حل المشاكل في وزارة الصحة إن سبب هذه المشكلة هو وجود فتحة في سقف الغرفة الرئيسية تتوافد منها الفئران إلى داخل الغرفة لكي تضع مواليدها، والحقيقة أني عاجز عن تخيل شكل تلك الفتحة التي في سقف غرفة في مستشفى حكومي يفترض أنها أكثر الغرف فيه أمانا وتعقيما.

ويبدو أن إغلاق تلك الفتحة لن يحل المشكلة بشكل نهائي ولذلك فإني أقترح على إدارة المستشفى والشؤون الصحية بالمنطقة فتح المجال للقطط لكي تضع مواليدها هي الأخرى في غرف التوليد بالمستشفى، وهذا سيؤدي بكل تأكيد إلى نوع من توازن القوى داخل أروقة المشفى ويساهم في حل هذه المشكلة ولو بشكل موقت حتى يجد المواطنون البشريون مكانا آخر يتوالدون فيه دون أن يتسببوا في إزعاج شركائنا في الوطن من القوارض والزواحف ومزاحمتهم حتى في المكان الوحيد المهيأ بشكل جميل لولادة الفئران!

وعلى أي حال..

الحق أن الوزير الربيعة محل ثقة الناس ويتأملون فيه خيرا كثيرا، ويأملون أن يتاح له الوقت الكافي ليقضي على فئران وزارة الصحة التي تعيث في مكاتبها فسادا قبل تلك التي تتوالد في غرف الولادة، ويحلمون أن ينتهي مسلسل «الشفاعة لطلب العلاج»، وأن يشنق آخر فاسد في الوزارة بأمعاء آخر فأر في غرف الولادة!

صحيفة مكة