عبد الله منور الجميلي ..

قضية تأخر (شركة سعودي أوجيه) في دفع رواتب موظفيها تتفجر بين الحين والآخر، فهذه الأيام بات العاملون فيها في مختلف مناطق المملكة يعيشون أزمة حقيقية، مما دفعهم لرفع أصواتهم، حتى أن فريقاً منهم في (محافظة جــدّة) مَـارَسَ قبل أيام التجمهر في أحد الطرق العامة في تصرف مرفوض، رغم إيماننا بعدالة قضيتهم، وتقديرنا لظروفهم.
فتأخر مرتباتهم لعدة أشهر جعلهم غير قادرين على تأمين لقمة العيش لأسَــرهم، إضافة لتراكم الديون والاقتطاعات البنكية عليهم، فمنهم الذي تسبب تأخر مصدر دخله الوحيد في طرده من شقته؛ لأنه لم يلتزم بدفع الإيجار!

وآخرون سُـحبت سياراتهم لعدم انتظامهم بسداد أقساطها، بل بعضهم كان تأخير مرتبه سبباً في سَــرقة فرحة العيد من أطفاله؛ لأنه كان عاجزاً عن تأمين احتياجاتهم!

أزمة أولئك المساكين تكررت كثيراً في ظل مراوغات وأعذار محامي الشركة، ووعود مسئوليها الكاذبة بسرعة المعالجة؛ أما وزارة العمل وفروعها التي لجأ إليها أولئك الموظفون الغلابا الذين تقطَّعت بهم الـسّـبـل لكي تساعدهم؛ فإعلامياً أكدتْ ومازالت تؤكد تفهمها لأوضاعهم، وحرصها على إيجاد حلول لمعاناتهم، أما فِـعْـلياً فلا شيء إلا تشكيل لجان لهذا الغرض؛ كان نتيجتها بعد عدة مداولات واجتماعات: (فقط) تسجيل ملحوظات على الشركة، وإطلاق وعود أخرى لم تأتِ بجديد!

ولأن (سعودي أوجيه) هي الشركة المشغِّلة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، فالموظفون العاملون فيها معاناتهم مستمرة لسنوات، كما أكد ذلك تقرير نشرته صحيفة المدينة السبت 23 يوليو 2016م، يقابل ذلك صمت دائم من سعادة الأمين العام، الذي يستلم راتبه من وزارة الشؤون الإسلامية، والتي أراها مطالبة بتحويل أولئك الموظفين ليكونوا رسميين على ملاك الوزارة.

أخيراً معاناة موظفي (شركة سعودي أوجيه) ليست الوحيدة في القطاع الخاص؛ فما خفي كان أعظم في (الرواتب، والبدلات، والترقيات، وبيئة العمل)؛ وهذا يتطلب من المؤسسات الحكومية والمدنية المعنية قوانين حازمة وفاعلة تطبق على أرض الواقع، ولاسيما والقطاع الأهلي سيكون حاضراً في برامج ورؤية السعودية 2030م.

صحيفة المدينة