صالح الشيحي ..

لسنا وحدنا على أي حال، الذين لم تتطور لديهم الخدمات الصحية، دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تعتمد بنسبة كبيرة على اليد الوافدة.. وتبعا للوفورات المالية التي تدفعها حكومات هذه الدول يفترض أن تكون مرجعا صحيا، على الأقل لدول العالم الثالث، لا العكس.

هنا ومن باب الموضوعية والإنصاف لا يجدر بنا مقارنة تطور "بعض" الخدمات الصحية المقدمة في بعض مستشفيات العاصمة التخصصية في بلادنا بتلك المقدمة في دول الخليج الأخرى.. بعض تلك الدول تخيّر مواطنيها بين العلاج في السعودية أو دول أخرى.. لكن - ومن نفس الباب - نقول إن تلك الخدمات المتطورة في بلادنا لا يحصل عليها المواطن بسهولة، دون واسطة، أو الاصطفاف في طابور طويل، قد يموت الإنسان قبل أن يصله الدور!

 الذي أود قوله اليوم إن مشاكل الصحة لم تظهر بعد.. ما يظهر هو رأس الجبل.. من يقرأ لغة الأرقام سيشاهد أن نصف عدد السكان اليوم لم يصلوا إلى الحاجة أو الاضطرار لخدمات صحية نوعية.. دفاتر الإحصاء الرسمية تقول إن 50% من السكان هم في سن الشباب، ونسبة أخرى دون ذلك.. المعنى: عدد قليل من السعوديين - الذين تجاوزوا الستين - هم ربما من يبحث عن خدمات صحية نوعية كمرضى القلب والسرطان والكلى وغيرها.

    مؤكد أن عدد الذين سيدخلون مرحلة الحاجة للخدمات النوعية سينمو بشكل "متسارع" خلال السنوات العشر القادمة..

    لا نعلم حقيقة فيم يفكر معالي الوزير الدكتور توفيق الربيعة.. وما الذي يوجد في حقيبته.. لكننا لا نظنه وفريق وزارته يغفلون عن هذه الزيادة المتسارعة.. ربما يدركون أنهم جاؤوا إلى وزارة بالكاد تغطي الحاجة الحالية.. لا نعلم هل لدى الوزارة خطة إستراتيجية واضحة لمواجهة الطلب المتزايد القادم.

صحيفة الوطن أون لاين