سياحة البلاستيك!
عبدالله المزهر ..
يقول فئام من المتخصصين إن البلاستيك هو أعظم خطر يهدد البيئة والحياة في كوكبنا المسكين، لكن آخرين يقولون إن الأرض التي استطاعت تحمل الإنسان بكافة حماقاته يمكنها تحمل أي شيء آخر.
لكن الأمر فعلا خطير، ويجب ألا ننتظر ماذا ستقرر الأرض، وهل ستتحمل البلاستيك كما تحملت البشر، أم إن قدرتها على المقاومة ستقل تدريجيا حتى تتلاشى وتنفجر في وجه الإنسان البلاستيكي.
بداية حل المشكلة في كوكب الأرض تبدأ من متنزهات عسير، لأني أظن أن أكبر كمية من البلاستيك في مكان واحد معلقة بأغصان أشجار تلك الديار.
جولة واحدة فقط لمدة يوم في غابات ومتنزهات الجنوب تكشف كميات من المخلفات البلاستيكية يمكن إعادة تدويرها وصناعة كوكب مجاور للأرض مصنوع من البلاستيك؛ حتى يلجأ إليه البشر حين تلفظهم الأرض وتقرر التخلص منهم كأكثر الكائنات المؤذية لنفسها وللبيئة ولغيرها من الكائنات الحية والميتة!
والحديث هنا ليس عن النظافة، فهذا موضوع مستفز آخر يطول الحديث عنه، لكنه عن الاستخدام المبالغ فيه للبلاستيك دون أي إحساس بالمسؤولية، سواء من المصنع أو المستخدم أو المشرع.
وقلت سابقا إن السائح، أو المتنزه أو الكاشت أو أيا كان اسمه، مسؤول عن مخلفاته ولا شك، لكن الكائن البشري دون قانون يضبط تصرفاته هو كائن همجي في الغالب.
في الجنوب مثلا كانت الأعراف القبلية تنظم حتى عملية الاحتطاب، ويعاقب المخالف و»يعزر» حسب تلك الأعراف والقوانين، أما الآن فالقوانين تكتب من باب «رفع العتب» ولا أحد يطبق ولا أحد يتابع ولا أحد يهتم.
وعلى أي حال..
أرجو ألا يصل الأمر إلى الحد الذي يكون فيه البلاستيك مغريا لأمانات المدن التي تبدع في قص الأشجار وتشويه البيئة، فتملأ الشوارع بأشجار الزينة البلاستيكية بحجة أنها غير قابلة للتحلل، وغير مستهلكة للمياه.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/08/02