عبد العزيز حسين الصويغ ..

لا أعتقد أن كثيرين تابعوا القمة العربية الأخيرة التي عقدت في العاصمة الموريتانية نواكشوط والتي عُقدت في عُجالة في يوم واحد فقط، بحضور أقل من نصف القادة العرب، غادر بعضهم قبل انتهاء أعمالها. فرغم ما أعلنته الحكومة الموريتانية بعد انتهاء اجتماعات القمة عن ارتياحها لنجاحها فإني من الذين لا يرون في القمة ونتائجها أي ارتياح .. أو أمل.

***
استضافت موريتانيا القمة أصلاً، رفعاً للحرج، وحرصاً على «ديمومة الانعقاد الدوري للقمة “، بعد اعتذار المغرب، «لغياب قرارات هامة ومبادرات ملموسة يمكن عرضها على قادة الدول العربية». لذا وجدت في تعليق الإعلامي المخضرم الصديق الأستاذ سليمان النمر على القمة العربية وصفاً دقيقاً لحال العرب وقممهم حين قال:
«اليمن يستضيف القمة العربية المقبلة ..معناه أن لا قمة بعد الآن»!!

***
وقد أجبت سليمان بالتعليق التالي:
حتى يكون هناك قمة بعد الآن يجب أن يكون هناك دول تجتمع ممثلة برؤساء. وما أراه حالياً :
- هناك دول بلا رؤساء
- وهناك رؤساء بل دول
- وهناك دول بلا شعوب حيث 3/4 من شعبها لاجئون في دول أخرى
- وهناك دول بلا دول حيث تسودها عصابات تحكم هنا، وأخرى تحكم هناك بحيث لا تعرف من هو الحاكم الفعلي
- وهناك دول فيها شعوب لكنها بلا عقل كل فئة منها تسب الفئة الأخرى وتكفرها وتخونها وتشكك في ولائها وانتمائها لوطنها.

***
وهكذا فحتى لو اجتمع العرب عن بكرة أبيهم لمجرد رفع الحرج تبقى اجتماعاتهم كعدمها ولن يتأتي منها شيء سوى إضاعة الوقت والمال والجهد وسماع مزيد من الخطب العصماء، وكتابة مزيد من الوثائق توضع في أدراج جامعة الدول العربية التي لم يصبح لها قيمة ولا معنى ولا طعم!!

#نافذة:
رُبَّ قمم قالت لأصحابها… كفااااية !!

صحيفة المدينة