آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

الإخفاقات السابقة: هل منها استفدنا؟


سالم بن أحمد سحاب ..

في بداية الألفية الثالثة أصدرت الهيئة العامة للاستثمار مجموعة من الوثائق الجميلة المصاغة بلغة رائعة ذات أغلفة باهظة باعتبارها الطريق إلى نقلة اقتصادية باهرة تحلق بنا بعيداً عن الاعتماد على (الريع النفطي) إلى دولة ذات أنشطة اقتصادية وصناعية وتقنية وسياحية متعددة. وكان في القلب من تلكم الخطة الجميلة إنشاء 5 مدن اقتصادية في كل من رابغ وحائل والمدينة المنورة وجازان وأخرى لا أذكرها.

كل هذه المدن (باستتثناء رابغ) لم تنجز أكثر من تحديد المواقع وتخطيط بعض الأراضي بهدف بيعها وتوفير شيء من السيولة لإدارتها وموظفيها. وحتى المدينة الاقتصادية في رابغ تمشي الهوينا، ومنجزاتها دون المخطط أو المأمول بكثير. ربما أنجزت جازان شيئاً لكنه أيضا دون المخطط له.

الشاهد أنها كانت خطة تتضمن هذه المدن الاقتصادية باعتبارها نجاحات مفترضة على مستوى الوطن، وهي اليوم تعيش إخفاقاً لا يصعب رصده، فأين مكمن الخلل؟ لماذا لا تُدرس أسباب الإخفاق بشجاعة حتى لا تتكرر؟ ولماذا لا نواجه الواقع بشجاعة وإصرار حتى نتعلم؟ ليس الإخفاق عيباً! لكن العيب أن لا تستفيد منه! . هناك أخطاء حدثت بالتأكيد! فما هي؟ ومن المتسبب فيها؟ أو ما هي الظروف التي ساهمت في حدوثها؟ ولربما غضضنا الطرف عنها جملة وتفصيلاً، فنقع فيها مرة أخرى لنعاود حالات الإخفاق التي كان بالإمكان تجنبها لو حاولنا تفكيك أسبابها والتصدي للظروف والبيئات التي أنشأتها!

لماذا لم تُعالج أسباب الإخفاق في حينها؟ وما هو الحال الذي انتهت إليه مؤشرات الأداء الموضوعة آنذاك؟ كيف كان حالها بعد 6 أشهر؟ وبعد عام؟ هل هناك تجانس بين عناصر الخطة؟ بمعنى هل كانت كل أجهزة الدولة مهيأة لتنفيذ الخطة حسب البرامج والمشروعات والمواعيد المضروبة لها؟ أم أن لكلٍ أعذاره الجاهزة وأسبابه المتنوعة؟ هل هي قلة الأموال المرصودة؟ أم أنه تأخر الإنفاق في موعده المضروب؟

إنه مستقبل وطن. وهو مستقبل مرهون بنجاح الخطط والبرامج والأهداف كبيرها وصغيرها، وما لم يعالج الخلل في حينه، فسيكبر وستنتقل العدوى إلى مَواطن أخرى! .

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/08/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد