التحول الوطني: الوقت يداهمنا!
سالم بن أحمد سحاب ..
أمامنا 4 سنوات فقط لإكمال برنامج التحول الوطني 2020م. وهو بلا ريب برنامج طموح أُنفقت على إعداده مبالغ طائلة حتى يمكن ترجمته إلى أهداف محسوسة ومؤشرات محسوبة. وأحسب أنها ليست فترة طويلة في أعمار الشعوب ولا كثيرة لتحقيق أهداف كثيرة وكبيرة جداً كما هي في برامج التحول.
المزعج هو الاتكاء على نواتج البرنامج دون ممارسة فعل حقيقي منجز، وكأنما وثيقة البرنامج أداة سحرية تنتفض حال حلول موعدها لتحيل الدنيا من حولنا إلى عالم آخر. خذوا مثلاً تصريحات البعض من رجال أعمالنا حول أثر السماح للشركات الأجنبية المتخصصة في قطاع التجزئة بدخول الأسواق السعودية. بعضهم أشار إلى أن هذه النافذة الاقتصادية ستوفر لنا مليون وظيفة خلال 4 سنوات! كيف؟ مجرد أرقام تُذكر دون دعمها بدليل. هذه التصريحات غير المدروسة لها أثر المخدر الذي يدفع صاحبه إلى الاستسلام للمجهول، ومن ثم التكاسل عن ممارسة فعل إيجابي مؤثر سواء كان فرداً قادراً أو مؤسسة عامة أو خاصة.
ولنأخذ قطاع العمرة، والذي يهدف إلى رفع عدد الزوار في نهاية البرنامج لأكثر من 20 مليون معتمر من خارج المملكة يسهمون بطريقة أو أخرى في دعم اقتصادنا الوطني عبر توفير وظائف محلية وتشغيل مرافق اقتصادية مثل دور الإيواء (الفنادق والمجمعات السكنية) ووسائل النقل وخدمات التغذية وقطاع السياحة عموماً إذا ما سُمح للمعتمر بقضاء أيام إضافية سائحاً مسترخياً. وكل ذلك يتطلب جهوداً كبيرة وتعاوناً فائقاً يتجاوز آلية إصدار مزيد من التأشيرات وكفى. هي جهود تبدأ من لحظة هبوط الطائرة التي تنقل المعتمر، ولا تنتهي عند أدائه لشعائر العمرة، التي لا بد وأن تكون في أجواء مقبولة غير مثقلة بازدحام خانق شديد كما حال رمضان المنصرم. أعمال العمرة تتطلب موازنة دقيقة بين الأمن والسلامة، وبين التيسير والتشديد.
وقطاع السياحة هو الآخر يتطلب نقلات نوعية فائقة ليكون على مستوى الحدث المأمول. ومن عناصر نجاحه توفير وسائل النقل العام التي تأخرنا جداً في تطويرها حتى على مستوى الحافلات التي أمسكت بزمامها وزارة النقل فحبستها حتى كادت تزهق روحها.
أربع سنوات ستمر كلمح بالبصر!!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/08/13