خطر الذئب المنفرد
عبده خال ..
عندما يؤكد المتحدث الأمني لوازرة الداخلية اللواء منصور التركي أن أكثر من 70 % مما تقوم به الوزارة لإفشال المخططات الإرهابية يكون نتيجة التعاون مع المواطنين.
وهي نسبة مرتفعة ومبهرة إذا قيست في حالة السلم، لكنها في حالة الحرب والإرهاب تدخل في خانة التحدي، إذ أن الإرهاب يهدد الوجود لكل مواطن، وتهديده يكون فاجعا إذا استهدف الأمن وزلزل طمأنينة المواطنين، وأقول التحدي لأننا قد علمنا تغير إستراتيجية داعش ومطالبة المنتمين لها بالاستقرار في مواقعهم لكي يتحول الفرد الواحد إلى ذئب منفرد يشكل خطرا على المواطنين وكسبا دعائيا إعلاميا بأن تلك المنظمة الإرهابية تستطيع من خلال أنفار لا يتجاوزون الأصابع العشرة إحداث إصابات وخسائر في الأرواح والممتلكات.
ولأن هذه الإستراتيجية (الداعشية) تم معرفتها والتزمت الذئاب المنفردة بتطبيقها يصبح تعاون المواطنين بالتبليغ عن وجود اشتباه لأي فرد واجبا وطنيا ودينيا للحيلولة دون وقوع كارثة ينفذها فرد واحد.
وانبثاق الارهاب بهذه الفكرة يكون قد وسع دائرته وجعل محاربته تدخل الى الحيز الأضيق، وما لم يختر المواطنون أمنهم ازاء مشاعرهم تجاه الذئب المنفرد فسوف تكون المحصلة أكبر مما نتوقع.
وإذا أشدنا بالتبليغ الذي قام به أحد المواطنين عن مغادرة زوجته المملكة مع ثلاثة من أبنائهما (أكبرهم عشر سنوات) وفي معيتها شقيقتاها (إحداهما اصطحبت أربعة من أبنائها أكبرهم يبلغ من العمر ست سنوات).
ويؤكد الخبر انتقال داء الإرهاب من كونه ذكوريا إلى خانتين (ليستا جديدتين) إرهاب السيدات وإرهاب الأطفال الذين يتم الزج بهم إلى بؤرة الإرهاب الدموي المباشر.. ولا نستطيع القول إن إدخال المرأة إلى حياض التكفير والإرهاب طارئ بل سبقت هذه المحاولة محاولات وقد عرفنا ما تم الكشف عنه بواسطة وسائل الإعلام، وهذا يعني أن وجود عينات إرهابية نسوية يكون تحولها من خلية خاملة إلى (ذئبة) منفردة، خطر مضاعف لكون المرأة لدينا تحظى بالاحترام الشديد...
وإذا كانت الأسرة معبأة بالفكر الإرهابي (من خلال الأم والأب) فستكون أسرة منتجة لعمليات إرهابية بتعدد أفرادها، وليس سهلا الكشف عن هذه النوعية ما لم يتشارك المواطن مع الجهات المعنية بالتبليغ منعا لحدوث حوادث إرهابية سوف تتطور وتنتقل من مواقعها المعروفة إلى مواقع أخرى يكون الضحايا من قتلى ومصابين يفوق ما يمكن أن يحدثه ذئب منفرد بذاته.
ودائما عندما أتحدث عن الإرهاب والإرهابيين أؤكد أن الجانب الأمني مستيقظ جدا بينما الجانب الفكري في محاربة الإرهاب يغط في نوم عميق، وما لم تتجاور الخطط الأمنية مع الخطط التثقيفية أو التوعوية فلن يستقيم الأمر بالاستئصال وسوف يستمد الهارب سنوات طويلة من الوجود.
والتوعية أو التثقيف لابد أن يبدأ باستخراج الأفكار العدائية من رؤوس الباثين للتطرف الديني حتى إذا تم استصلاح تلك العقول يبدأ بعدها تثقيف الأفراد.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/14