مساند: النسخة المشوهة للخدمات الإلكترونية
هايل الشمري ..
جرت العادة أن يكون للتحول إلى الخدمات الإلكترونية أثره الإيجابي على وقت وجهد ومال المراجع، على سبيل المثال برنامج خدمات وزارة الداخلية "أبشر" الذي أحدث نقلة نوعية في مفهوم الخدمات الحكومية.
لكن لا أعلم لماذا انقلبت المعادلة مع برنامج العمالة المنزلية "مساند" التابع لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، على الرغم من كونه برنامجا إلكترونيا؟!
فعند تصفح "مساند" لأول وهلة، يرسم المستخدم صورة إيجابية عنه، ربما لكثرة محتويات البرنامج من خدمات وإرشادات، بدءا بالحقوق والواجبات، ومرورا بالشكاوى والإصدار الآلي للتأشيرات، وانتهاء بدليل شركات ومكاتب الاستقدام. كلها أيقونات تعطي انطباعا بأن زيارة فروع ومكاتب وزارة العمل لاستخراج التأشيرة أصبحت شيئا من الماضي!
لكن يظهر العكس عند الاستخدام الفعلي للموقع، بداية من كثرة أعطاله ثم صعوبة الدخول إليه، إذ يطلب من المستخدم التأكد من بيانات الدخول رغم صحتها، ولا تكاد تنجح العملية إلا بعد عدة محاولات. وبعد تجاوز هذه العقبات تظهر مشكلة تأخر وصول رمز التحقق إلى جوال المشترك في بعض الأحيان، وربما لا يصل نهائيا!
كذلك في مركز التواصل والدعم، وهو القسم المخصص للاستفسارات، يتم تجاهل الرد على رسائل المشترك في معظم الأحيان، وبالمناسبة هذا الأمر لم يكن أمرا موجودا بداية إطلاق البرنامج، لكن ربما ظهر لاحقا بعد تزايد أعداد مستخدميه.
وكي لا تكون نظرتي سوداوية بالكلية إلى "مساند"، فإصدار التأشيرات عبره لا يأخذ عادة وقتا طويلا، شريطة استيفاء المستفيد كافة الطلبات، لكن المشكلة عند طلب إلغاء التأشيرة، حيث يستغرق هذا الإجراء 21 يوم عمل على الأقل! وهي مدة طويلة مقارنة بإنجاز مثل هذه الخدمة بالطريقة التقليدية عبر مكاتب استقدام الأفراد التابعة لوزارة العمل، إذ لا تستغرق دقائق بعد الوقوف أمام شباك الموظف!
عندما أُعلن عن "مساند"، كنت ممن استبشر به، وأثنى على فكرته على اعتبار أنه سييسر على عملاء وزارة العمل، خصوصا أن خدمات إصدار تأشيرات الأفراد كـ"العمالة المنزلية" تقتصر على عدد محدود من فروع "العمل" والموجودة في المناطق الرئيسية فقط.
بل وحتى عندما بدأت مشاكل "مساند" بالظهور، تريثت بالحكم عليه كونه برنامجا لا يزال في طور الإطلاق التجريبي، لكن بعد تجاوز تلك المرحلة لم أجد له من رصيد الأعذار ما يكفي!
إن كانت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية راضية عن برنامج العمالة المنزلية "مساند" في وضعه الراهن، فلا يمكن اعتباره سوى أنه برنامج دعائي وهدر مالي أكثر منه خدمة إلكترونية يستفيد منها المواطن!
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/08/18