البساط السحري
عبده خال ..
خدمات القطاع الخاص دخلت مرحلة الاستغلال منذ فترة ليست بالقصيرة، وشعارها المفضل (ادفع) سواء أكان الدفع من أجل الخدمة أو من أجل استعادتها، وفي البند الأخير (ادفع واشتكِ)، ولم يعد لنا ملجأ في مرجعيات تلك الخدمات، فالكل ليس مستعدا لأن يركض من أجل خطأ في فاتورة أو (نصبة) في بطاقة شحن أو مراجعة في فواتير (متلتلة)، ولأن هذه القطاعات الخدمية تعرف جيدا بأننا (أغلب من الغلب نفسه)، ولأن مراجعيهم لا يهشون ولا ينشون، استقووا علينا.
ولأن السوق ملعب واسع وضع فيه المستهلكون للخدمات في مواجهة القطاعات الخدمية الخاصة مع حكم يطبق الحكم اليونانية الثلاث (لا أسمع ولا أتكلم ولا أرى) فحالنا (يصعب على الكافر).
ولأنه سوق التربح في ظل عدم وجود المنافسة الحقيقية التي تسعى إلى إرضاء العميل وقفت الشركات والمؤسسات التي تدعي أنها في تنافسية حقيقية، وقفوا عند قناعة أن المستهلك المحلي ليس أمامه سوى تحمل (العلات) مجبرا.
ولأن هذه الشركات والمؤسسات الخاصة تعرف -أيضا- أن تطويل الحبال لا يطيقها المواطن فيكتفي (بالتحوقل) ولفها حول عنقه فقد وضعت -الشركات- جهازا آليا يعطيك الاحتمالات من غير أن تجد أحدا تحدثه عن شكواك والظلم الذي تعرضت له، وإن سنح لك الوقت ووصلت إلى مقراتهم فسوف تجد الشعار طيب الذكر (ادفع) ولأن تعطيل وقتك وجهودك وإيقاف الخدمة سوف تضطر آسفا على الانقياد لكلمة (ادفع).
ولأن الخطوط السعودية انضمت لقائمة (ادفع) وجدنا تصريح المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية يهيج أعصابنا حين يتحدث عن أسعار التذاكر ومدى تأثيرها بانخفاض التكاليف التشغيلية للطائرات الجديدة قائلا: «أسعار التذاكر للطيران الداخلي ليست ذات عائد مناسب للمشغل الوطني، فحاليا تحددها الأنظمة ولكن مستقبلا ستكون أسعار التذاكر الداخلية يحددها العرض والطلب والتنافس بين الشركات، كما هو الحال في أسعار التذاكر الدولية».
ويمكننا التساؤل عن الطرق التي تنتهجها الخطوط مع العملاء من خلال (الرسوم) التي تأخذها بواسطة النظام القائم حاليا عندما يتأخر الراكب أو يحاول استعادة التذكرة أو فوات وقت الرحلة أو..أو.. بمعنى آخر أن الخطوط وجدت منفذا ربحيا بهذا النظام الذي لا يطيق الراكب سوى الانقياد لكلمة ادفع..
ثم أين هي الشركات المنافسة لكي نريحكم من دلعنا ونتجه إليها مباشرة؛ كي لا ندفع تكلفة طياراتكم الجديدة ، وإذا كان ثمن التذاكر الداخلية غير ملائم فكذلك خدماتكم تواضعت جدا حتى أصبحنا نتمنى وجود منافس حتى لو كان البساط السحري في الأساطير.
لصالح صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2016/08/21