آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
راشد محمد الفوزان
عن الكاتب :
ماجستير بالإدارة، كاتب يومي بجريدة الرياض،مدير مكاتب CNBC عربية بالمملكة، حاصل على جائزة رواد التواصل الاجتماعي العرب الاكثر تاثيرا بالإقتصاد

رفع الفائدة والتضخم


راشد محمد الفوزان ..

البديهيات الاقتصادية تقول, إن رفع سعر الفائدة "على الدولار" يعني تلقائيا رفع تكلفة الإقراض, وليس هذا السبب فقط, فقد تعاني الدولة "أي دولة" شحا أو نقصا في السيولة بغض النظر عن أي عوامل أخرى ستؤدي إلى رفع سعر الفائد على الإقراض. رئيسة البنك المركزي الأميركي السيدة جانيت يلين تلمح وكثير من المحللين الاقتصاديين إلى رفع الفائدة الأميركية, نتيجة حالة "اطمئنان" على تعافي الاقتصاد الأميركي وهي إشارة أميركية أننا خرجنا من أزمة 2008 التي انطلقت من أزمة الرهن العقاري الأميركية, وأفلس معها بنك ليمان برذرز وغيرها من المصاعب الاقتصادية انتشرت في العالم بدون استثناء. الآن مع توقعات رفع الفائدة الأميركية هذا يعني ارتفاع تكلفة الإقراض, مما يعني أن البنوك المركزية والبنوك المحلية تباعا سترفع تكلفة الإقراض, وتبعات ذلك واضحة, أن قيمة التمويل للشركات سترتفع مما يعني تكلفة "المنتج" النهائي أياً كان سترتفع بدون جدل ما لم يكن هناك دعم حكومي لخفض التكلفة وهذا خارج الحسابات اليوم.

رفع الفائدة أيضا كأحد السياسات النقدية التي تتبعها البنوك المركزية لكي تضبط "المعروض النقدي" ورفع سعر الفائدة يعني جذب النقود إلى البنوك لامتصاص التضخم إن كان أعلى من المعدل المستهدف, والعكس صحيح حين تخفض الفائدة إلى أحيانا "صفرية" كما حدث بأزمة 2008 والتي اتبعتها بعض الدول لكي تخرج السيولة إلى الاقتصاد وعدم جدوى الاحتفاظ بها بالحسابات البنكية بل يجب استثمارها وضخها بالاقتصاد وهذا ما يحدث اليوم, ولكن المفارقة اليوم, أن البنك الفيدرالي الأميركي "سيضر" الدول التي تعاني الضعف أو البطء الاقتصادي بحيث إن رفع الفائدة سيضطرها لفرع الفائدة مما يرفع تكلفة الإقراض, وهي بحاجة لخفض الفائدة على رفعها لكي تنعش اقتصادها, وهذا ما ستعاني منه دول مرتبطة بالدولار أو لا تملك المرونة الكافة والعالية في اقتصادياتها.

الاقتصاد العالمي يعاني الضعف والبطء والركود, في ظل اقتصاد عالمي يستهدف أن يحقق نمو 2% أو أكثر وهذا تحدٍ كبير, وهناك للمفارقة تباين بين اقتصاد الأميركي الجيد النمو الآن, مقارنة بدول لازالت تعاني الضعف كاليابان والصين والدول الأوربية والخليجية النفطية, مما يعزز حالة الترقب وما ستلقيه من أثر في حال رفع الفائدة, بحيث تزيد التكاليف في دولة تعاني التباطؤ ودولار قوي, تحديات اقتصادية كبيرة تعاني منها الأقل مرونة مما يعني خلق خيارات أوسع وتنوع أكبر أصبح مخرجا استراتيجيا للدول التي تعاني التباطؤ في ظل هيمنة الدولار عالمياً.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/08/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد