سبل مواجهة التطرف
إيمان شمس الدين ..
التطرف سلوك يترجم الأفكار التي يعتقدها الإنسان، وهذه الأفكار لها مشارب معرفية عدة، وظروف بيئية متعددة، دراستها تمكّن الباحث من وضع يده على مكامن الخلل ليشخص العلاج المناسب له.
ووظيفة كهذه هي مسؤولية جهات عدة، أولاها السلطة والجامعة، بما فيها من أكاديميين، ومؤسسات المجتمع المدني والنخب.
فالإعلام والتكنولوجيا، بما فيها الهواتف الذكية، والمساجد والمراكز الثقافية والمدارس، والكليات الدينية والأسرة كلها روافد لتشكيل الأفكار وتوجيه السلوك.
هذا فضلاً عن نسبة الحرية والتعليم والعدالة والأمية والفقر، فكلها أسباب مهمة ومحورية في صناعة التطرف أو منعه.
ويقع التمييز بين مكونات المجتمع في أول الأسباب التي تخلق بيئة حاضنة للتطرف، خصوصاً التمييز العقدي والآخر القائم على الهوية، الذي يترتب عليه انكفاء تلك المكونات على ذاتها وخلق شعور انتمائي جديد قائم على الأساس الذي تم على ضوئه التمييز.
فإذا كان التمييز على أساس الانتماء المذهبي، فقد شكّل ذلك انكفاء مذهبياً على الذات، وشكّل انتماء آخر للمذهب بديلاً عن الانتماء للوطن، وهكذا دواليك.
فمن أهم وظائف الدولة ترسيخ مبدأ المواطنة القائم على المساواة بين مكونات المجتمع من المواطنين في الحقوق والواجبات، لا على مستوى الحبر والورق، بل يتعداه لمستوى التطبيق العملي الذي يرسخ في نفس المواطن حالة الانتماء إلى الوطن، ويشعره بالأمان في هذا الانتماء، والشعور بالأمان أهم عامل للاستقرار الاجتماعي.
ولكن ماذا عن التمييز على أساس الهوية؟
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2016/09/04