جامعات ومدارس تعلن الجهاد !!
على الرغم مما تعرض له مفهوم الجهاد من تلويث انحرف به عن مقاصد الشرع وخرج به عما ينبغي أن يتأسس عليه من شروط وما يعلن فيه من ظروف وغدا مطية سهلة تستدرج بها الجماعات الإرهابية الشباب كي يغامروا بأرواحهم في مواقع الفتن أو يتحولوا إلى قنابل موقوتة وأحزمة ناسفة تنفذ مخططات تلك الجماعات ضد أوطانهم، برغم كل ذلك التلوث لم تجد بعض الجامعات والمدارس الحكومية والأهلية ضيرا في أن تدرج الجهاد ضمن أهدافها التعليمية مؤكدة على الحاجة إلى (إعداد الطالب للجهاد في سبيل الله روحيا وبدنيا وإيقاظ روح الجهاد الإسلامي لمقاومة أعدائنا، واسترداد حقوقنا، واستعادة أمجادنا) وذلك حسب ما جاء في تقرير نشرته صحيفة الوطن يوم أمس عززته بتحديد الجامعات والمدارس التي أدرجت الجهاد ضمن أهدافها وأعلنت ذلك في مواقعها الإلكترونية، وهو الأمر الذي يعني واحدا من اثنين فإما أن تكون تلك الجامعات والمدارس في غفلة عما تحتويه مواقعها مما يحتاج إلى تصحيح وتوضيح وإعادة نظر في ضوء ما تعرض له مفهوم الجهاد من تلوث، وإما أن تكون تلك الجامعات والمدارس منفصلة عن واقعها والسياق الحضاري والثقافي الذي يتنامى حولها والمأزق الذي تعيشه الأجيال الجديدة في ظل التباس المفاهيم وتوحش الجماعات المتطرفة والمنظمات الإرهابية.
ولعل الأخطر من تبني تلك الجامعات والمدارس الحكومية والأهلية لمفهوم الجهاد كواحد من أهدافها التعليمية والتربوية والعمل على إعداد الطلاب له روحيا وبدنيا إنما يتمثل في ترك آليات وسبل تحقيق هذا الهدف لاجتهادات المعلمين وهو ما يفتح الباب واسعا للمنهج الخفي الذي يتهدد مناهج التعليم ويثير حولها شبهة التحريض على العنف والتطرف حتى وإن برئت المناهج المعلنة من ذلك كله.
وقد كان الأولى بوزارة التعليم أن تراجع أهداف المؤسسات التابعة لها والمؤسسات المشرفة عليها قبل أن تؤكد في تعاميمها على تحذير المعلمين من الوقوع في شرك تحريض الطلاب على التطرف وتوجيههم للعمل على حماية الطلاب من الوقوع في براثن الجماعات والمنظمات الإرهابية، وكيف لها أن تطالبهم بذلك وتسمح في الوقت نفسه لجامعات ومدارس تابعة لها أن تضع من ضمن أهدافها أعداد الطلاب روحيا وبدنيا للجهاد رغم ما تعرضت له هذه الكلمة من تلوث وما فتحه هذا الباب من فتن.
سعيد السريحي
المقال لصالح صحيفة عكاظ.
أضيف بتاريخ :2015/11/02