آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز المحمد الذكير
عن الكاتب :
كاتب سعودي اليومي في جريدة الرياض مترجم معتمد.

الحديث الطازج عن مسيرة المناهج


عبدالعزيز المحمد الذكير ..

أُطالع في السنين الأخيرة في الصحافة الورقية، وأكثر من ذلك في الصحافة الإلكترونية طروحات ترقى إلى مقدمات بحث عميق. والمسألة الآن لم تعد أعمدة صحافة، أو إخضاع الموضوع إلى قاعدة "مع وضد" كما كان الوضع في الماضي.

والآن وقد رأينا كل أب وأم يتابع ويفهم ويناقش ويقبل ويرفض فيما يخص عيوب المناهج وما تحتاج إليه.

ولن أزيد على ما صار يُكتب بين حين وآخر إذا قلتُ ان الخلل في تحديد المناهج وكميتها أو عدم قدرة المدرّس على تغطيتها، سيقود إلى حالة جعل الطالب / الطالبة يخرج إلى الدنيا تاركاً المدرسة، بل حتى ولو تخرّج فسيبقى هائما ما دامت المعلومات التي يحملها في ذهنه لا تتعدى حفظاً لمصطلحات موميائية لم تخرج عن الكتب الدراسية منذ أكثر من خمسين سنة.

صار الطلبة والمهتمون من آباء ومربين يتبادلون الرسائل النصية عن صيغة الخلل في مقرر ما، ويأتون على ذكر الكتاب والصفحة والسطر، ولم يعد الخلل خافياً. فإذا كان بهذا الوضوح فلماذا لا يُعالج، أم أنه لا بُد أن يُخضع إلى لجان ولجان ولجان.

نحن في المنطقة نشتري ونستهلك وربما نأكل منتجات، ونستعمل أدوات منزلية ونتباهى باقتنائها، جاءتنا من شعوب طحنتهم الحروب والفاجعات والقيود طحنا. وفي أقل من ربع قرن، وهو أقل بكثير من عمرنا التعليمي، وعمر مناهجنا التعليمية وجدنا جديدهم وبرامجهم الحاسوبية، وساعاتهم تأكل وتشرب معنا في منازلنا.

أقول انه كلما بدأت تبرز الحاجات الإنسانية التي كانت مهملة، بدأ معها إلحاح كبير يحمله كل المجتمع، بوجوب إذابة الثلج عن الأفكار المجمدة والعقول المسجونة، فبلادنا تشهد تغييرا أساسيّا وبناء وانبعاثا في حياتنا الاجتماعية والاستهلاكية ، ما عدا مناهج وإدارة التربية والتعليم، التي ما فتئت تدعو إلى القلق، كلما جاء ذكرها.

ولكي نكون مستعدين لتلبية طلبات المتغّيرات الحديثة وبرامج إحلال اليد الوطنية محل اليد العاملة الأجنبية، فعلينا أن لا نرفض الإشارات الواردة ونميل إلى الشرود والدوار والإغماء عبر أكثر من ربع قرن نتجادل عن ما هو المفيد من البرامج الدراسية وما هو غير المفيد.

وأذكر عندما كنتُ في وزارة المعارف مرّت عليّ برامج " المتوسطة الحديثة " والتي كانت أحد أهدافها تهيئة تعليم عمليّ فني يؤهّل لدراسة التقنية الحديثة في الثانوية والجامعة، وتخرّجتْ من هذا البرنامج دفعات استفادت منها قطاعات كثيرة.

ولو بقي ذلك منذ إنشائه في الستينات الميلادية، لأمكننا أن نرى الآن شيئا آخر، ولا أعرف لماذا أُجهض ذلك التوجّه.

كغيري أحيي التطلعات الخيّرة التي ترغب أن تأخذ بأيدي أبنائنا وبناتنا وتقودهم من ظلام الطابق السفلي لتحقيق المحاور، وليس الهوامش. وأعتقد بل أجزم أن الدولة منذ تأسيسها طرحتْ التعليم كخلاص من الجهل والبطالة وعنصر حضاري من عناصر الأمن الوطني.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2016/09/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد