وزارة التعليم وحقوق الـ60 مبتعثا
علي الشريمي ..
وزارة التعليم والملحقية الثقافية مسؤولتان عن معاناة المبتعثين السعوديين الملغاة تأشيراتهم بأن ترفع قضيتهم للجهات الرسمية، وأن توجد لهم البديل
معاناة طلابنا المبتعثين للدراسة في أميركا والملغاة تأشيراتهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية أمر يستحق بدء تحقيق عاجل في مطالبهم الحقوقية، فشكواهم وإصرارهم على إيصال رسالتهم لأعلى مستويات الدولة أغرقا وسائل التواصل الاجتماعي. يقول الملحق الثقافي السعودي الدكتور محمد العيسى: "نأمل من الجميع مراعاة الالتزام بالأنظمة والقوانين المحلية والفيدرالية، بما في ذلك الحرص على عدم احتواء الأجهزة المحمولة (الهواتف، الكمبيوتر) على مواد ممنوعة مثل مقاطع أو صور تتعلق بمناطق الصراعات، أو مقاطع ذات طابع ديني، أو مقاطع مخلة بالآداب أو مقاطع العنف بكل أشكاله. وفي حال تعرض أي مبتعث للإيقاف أو إلغاء التأشيرة في المطارات نأمل التواصل مع السفارة أو القنصليات التابعة لها أو مع الملحقية الثقافية".
شكاوى الطالب تعددت من خلال الإيميلات، وما قرأت في تويتر أو على صفحات المبتعثين على فيسبوك أو في المواقع الإلكترونية إلا أنها تتلخص في أن هناك أكثر من 60 طالبا مبتعثا أصبحوا على وشك إنهاء دراستهم، ذهبوا لقضاء عطلتهم الصيفية مع أسرهم، ولكن مع الأسف وبمجرد عودتهم قتل موظف الحدود أحلامهم بإرجاعهم لأسباب تافهة وغير منطقية من قبيل مقطع مضحك لشاب يطلق النار في زواج سعودي! ولضيق المساحة هنا سأعرض رسالة وصلتني من والد المبتعث "علي البلدي"، إذ أصر على نشرها، ولعلها تلخص معاناة بقية زملائه، يقول "رجائي أن توصل صوتنا للإعلام، ابني أحد الضحايا الذي لم يرتكب خلال جلوسه في أميركا وهي سنتان ونصف، أي مخالفة حتى مرورية، فهو مجتهد في دراسته، ولا يوجد له علاقة أو نشاط من أي نوع كان، لقد ألغيت تأشيرته وهو على كرسي الدراسة كاتبت وناشدت السفارة الأميركية عشرات المرات عبر الإيميل وتويتر، وقمت بالاتصال لمعرفة السبب، ولكن للأسف ليس هناك أي رد".
وفي رسالة أخرى من أحد المبتعثين، فضل عدم ذكر اسمه، قال: لقد راسلت الملحقية بالإيميل مرارا وتكرارا ولم ترد، وذهبت بنفسي لشؤون الابتعاث في وزارة التعليم، ولكن الموظف المختص أصبح يتعامل معي ببيروقراطية وقد أحضرت معي قبولا من جامعة عالمية معترف بها في وزارة التعليم وجدول الدراسة، وكل همي أن لا تضيع عني فرصة الابتعاث وإذا بالموظف المختص يقول "احضر لنا خطابا من الجامعة و لا شوف لك أي دولة أخرى".
السؤال الذي أطرحه هنا بوضوح وجلاء، وأنتظر الإجابة عنه من المسؤول الأول في وزارة التعليم وكذلك الملحقية الثقافية في أميركا: هل قامت الملحقية الثقافية السعودية ووزارة التعليم برفع هذه المعاناة وتقييمها من خلال التحقيق مع كل طالب على حدة؟ ما هي التدابير التي قاموا بها مع مبتعثينا الـ60؟ ما هي الخيارات البديلة؟ هل هناك تنسيق رسمي لحصر المتضررين؟ هل تم وضع لجان مختصة في مكاتب السفارات الأميركية لاستقبال المبتعثين المتضررين؟.
أخيرا أقول: وزارة التعليم والملحقية الثقافية مسؤولتان عن معاناة المبتعثين السعوديين الملغاة تأشيراتهم بأن ترفع قضيتهم للجهات الرسمية، وأن توجد لهم البديل في أقصى سرعة، وأتمنى كذلك من الطلاب المبتعثين أن يستمروا في المطالبة بحقوقهم إلى أعلى المستويات، فالقيادة حريصة على أبنائها المبتعثين وعلى تلمس احتياجاتهم.
صحيفة الوطن أون لاين
أضيف بتاريخ :2016/09/29