آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله المزهر
عن الكاتب :
كاتب سعودي

إن المتحدث الرسمي الذي طلبت لا يمكن الاتصال به!


عبدالله المزهر ..

مضى أسبوع كامل منذ إعلان قرارات مجلس الوزراء يوم الاثنين الماضي، ومنذ ذلك اليوم وكل الأشياء أراض خصبة للتأليف والإشاعات والأخبار التي لا يعرف لها مصدر ولا مرجع.

والمؤلفون الذين يفتون في كل شيء بمناسبة وبدون لن تفوتهم فرصة الصمت الحكومي المطبق الذي لم يغر صانعي الإشاعات فقط، بل أغرى كل الناس لنصل في المحصلة النهائية إلى أنه أصبح لدينا أكثر من عشرين مليون متحدث رسمي!

الذين تآكلت رواتبهم يريدون أن يعرفوا لماذا حدث هذا وكم سيستمر وما مدى تأثيره على الأسواق وعلى الحياة وعلى القروض. لكن لا أحد يريد أن يتحدث معهم ولا أن يشرح لهم تفاصيل تلك القرارات.

ربما تعتمد الجهات ذات العلاقة على فكرة أن الناس سيعرفون ذلك حتما حين يحل موعد نزول ما تبقى من رواتبهم، وهذا الموعد بالمناسبة أمر لا يعرف أحد على وجه الدقة متى سيحدث.
وربما أن التقشف أيضا طال حتى المؤتمرات الصحفية، فلا مبرر لعقد مؤتمر للحديث عن أشياء سيعرفها الناس من تلقاء أنفسهم بعد حين.

وبالمناسبة فإني أظن ـ والله أعلم ـ أنه لا يوجد إنسان يشعر بالسعادة حين يقال له إن ثلث راتبك سيذهب مع الريح، وغضب الناس وحيرتهم مبرران لأنهم بشر مثل كل البشر في كل أصقاع الأرض.

وقد قيل «عض قلبي ولا تعض رغيفي»، فمن الطبيعي أن يتأثر الكائن البشري حين يأكل أحدهم رغيفه، الأمر ليس مجرد عضة يمكن التغاضي عنها، واعتبار أنها لم تحدث.
ومعاملة من يبدي تأثره وغضبه حين يقل دخله على أنه جاحد وخائن للوطن أمر يثير السخرية أكثر من أي شيء آخر.

وعلى أي حال..

يوجد حساب «إبراء الذمة» وهو مخصص لمن تصحو ضمائرهم من موظفي الحكومة ويرون أنهم أخذوا أموالا دون وجه حق، كل ما عليك حين تشعر أن الحكومة تستحق راتبك أكثر منك أن تذهب وتودع راتبك هناك دون حاجة لتخوين من يقلقهم التفكير في مستقبل عائلاتهم!

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/10/02

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد