صالح الشيحي ..

كثيرة هي حوادث التفحيط المميتة. لماذا توقف الناس طويلًا أمام مصرع الشاب الملقب بـ"كنج النظيم"! التفحيط ظاهرة شبابية سعودية بامتياز.. موقع "يوتيوب" العالمي يعرض لك مقاطع تفوح منها رائحة الدم.. جثث وأشلاء تتطاير ودماء.. لا أذكر أنني عثرت على مقطع لشاب مصري يفحط، أو سوداني "ينطل" سيارته، أو أردني "مهجول"، أو عماني يعمل "خمسات"!

هذه مصطلحات محلية يتداولها جمهور التفحيط و"الدرباوية"، لا يعرفها الآخرون فضلًا عن القيام بها!

أعود للسؤال المهم: لماذا توقف الناس أمام مقتل "كنج النظيم".. على الرغم من كون حادثه يقل بشاعة عن حوادث أخرى يتناقلها هواة التفحيط.

باعتقادي السبب يعود لقصة سجنه .. حينما دخل السجن ليقضي عقوبة تسببه في مقتل شخص آخر، حينما كان يمارس هوايته القاتلة..
دخل السجن.. لم يلبث سوى مدة قصيرة.. خرج مستغلًا نظام حفظ القرآن الكريم.. تم إخراجه من السجن ليموت.. لو بقي في السجن -والأعمار بيد الله- لاستطاع الاستفادة من عقوبته، التي رآها قضاة عدول حكموا بما فيه صلاح البلاد والعباد..، بمعنى: أصبحت عقوبة متعدية، يستفيد منها جمهوره الذي يزوره ويراه خلف القضبان..

السجن دار للإصلاح -هكذا يفترض أن تكون- وفي أسوأ حالاتها معتقل لحماية الناس من الأشرار.. لكن يفترض تنزيه "القرآن الكريم" أن يكون جسرًا -أو حيلة- يمر خلالها من يرغب تخفيض مدة سجنه.. بوسع الجهات المعنية أن تشرّع لعقوبات بديلة يتم بواسطتها خفض مدة المحكومية، كالأعمال التطوعية أو العقوبات البديلة..

لكن أن يتم حفظ القرآن الكريم دون العمل به -على افتراض حفظه فعلًا- فهذا لا يليق بكتاب الله الكريم، ولا يحقق الغاية التربوية أو غيرها التي تنتج عن عقوبة السجن..

فإن كان الأمر واقعًا لا محالة، فعلى الأقل تتم مراجعة هذه الآلية.. ووضع نظام جديد لها، كأن يتم استثناء بعض المساجين من هذه الفرصة.. إصلاحًا لشأنهم -وهذا المهم- وحماية للمجتمع من شرورهم ثانيًا.

الخلاصة.. الذي قتل "كنج النظيم" هو الذي سمح له بالخروج من السجن؛ دون أن يتيقن أنه استوعب الدرس جيدًا.

صحيفة الوطن أون لاين